أعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أمس، عن استعداده للعمل مع الرئيس الجديد للمفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، في إطار علاقة «متوازنة»، فيما أظهر استطلاع للرأي نشر في بريطانيا، أن التأييد العام لانسحاب المملكة من الاتحاد الأوروبي تزايد من جديد، بعد تراجعه إلى أدنى مستوى له منذ سنوات.
وكان كاميرون قد شنّ حملة علانية، لمنع تقلّد يونكر هذا المنصب، ولكن زعماء الاتحاد الأوروبي اتفقوا يوم الجمعة نهائياً على تولي يونكر هذا المنصب. وحذر كاميرون من أن اختيار يونكر سيجعل من الصعب على بريطانيا الاستمرار في الاتحاد الأوروبي.
وكتب كاميرون، في مقال نشرته صحيفة «ديلي تلغراف»، أنه «أثناء حملته، أبدى جان كلود يونكر استعداده للاستجابة لمخاوف بريطانيا، وتعهّد في بيانه العمل للتوصل إلى اتفاق عادل، مع بلادنا». وأضاف: «إذا تمكنا بواسطة اتفاق عادل التوافق على أن نتوجه، كل بوتيرته، نحو أهداف مختلفة، فعندئذ تكون هناك إمكانية للعمل معاً».
وقال كاميرون: «لا أعارض تكاملاً أعمق داخل منطقة اليورو. أعتقد أنه لا يمكن تفادي هذا الأمر. على أعضاء منطقة اليورو أن يتخذوا قراراتهم، لكني أعرف أن البريطانيين لا يريدون أن يكونوا جزءاً من ذلك».
وأكد أنه «على استعداد للمضي قدماً ومواصلة العمل للدفاع عن مصالح بريطانيا».
إلا أن رفض فكرة أن يكون التصويت ليونكر، وجه «ضربة قاضية» لاستراتيجيته في إعادة التفاوض بشأن موقع بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي.
وقال كاميرون: «لا أنكر أن ذلك يجعل من المهمة أكثر صعوبة، لكن التراجع ليس من طبيعة بلادنا».
وكان رئيس الحكومة البريطاني قد أجرى اتصالاً هاتفياً مع يونكر الأحد، لتهنئته بالمنصب الجديد، مشيداً بتعهده «إيجاد اتفاق جيد لبريطانيا».
من جهة أخرى، أشار استطلاع نشر في بريطانيا، الأحد، إلى أن التأييد العام لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تزايد من جديد، بعد تراجعه إلى أدنى مستوى له منذ سنوات.
وتحت ضغوط من نواب معارضين للوحدة الأوروبية في حزب «المحافظين» ومن حزب «الاستقلال» المناهض للاتحاد الأوروبي الذي فاز في الانتخابات البرلمانية الأوروبية في الشهر الماضي، تعهّد كاميرون محاولة إعادة رسم علاقات بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي قبل إجراء استفتاء في 2017، بشأن ما إذا كان يتعين على بريطانيا البقاء في الاتحاد الأوروبي.
ولا يمكن كاميرون تعهد إجراء استفتاء إلا إذا أعيد انتخابه العام المقبل.
وأظهرت استطلاعات رأي كثيرة أجريت هذا العام تراجع التأييد العام للانسحاب من الاتحاد الأوروبي. لكن الاستطلاع الأخير، الذي نشرته صحيفة «ميل أون صنداي»، وهو الأول منذ ترشيح يونكر، أظهر أن 47 في المئة سيصوتون لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إذا جرى استفتاء، مع قول 39 في المئة إنهم سيؤيدون البقاء.
(رويترز، أ ف ب)