بعد نحو أسبوعين من بدء الجيش الباكستاني شن ضربات جوية على معاقل حركة «طالبان» و«القاعدة»، بدأت يوم أمس الحملة البرية لاجتثاث التنظيمين المتطرفين من شمال البلاد. وأعلن الجيش الباكستاني، أمس، بدء هجوم بريّ للقضاء على معاقل حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة» في المنطقة القبلية شمال غرب باكستان، تحديداً على ميرانشاه، عاصمة إقليم وزيرستان، ضمن مرحلةٍ ثانية من حملة أُطلقت قبل أسبوعين قرب الحدود الأفغانية. وقبل بدء هذا الهجوم البري، دعا الجيش سكان هذه المنطقة إلى مغادرتها في أسرع وقت ممكن. على الأثر، نزح من المنطقة نحو نصف مليون مدني، أي الغالبية العظمى من السكان.

وأعلن الجيش، في بيان، أن الجنود عثروا خلال العملية على أنفاق ومصانع متفجرات في ميرانشاه، مضيفاً أنه بدأ هجوماً برياً، بعد إجلاء السكان المدنيين، داخل ميرانشاه وفي محيطها في ساعة مبكرة من يوم أمس. وتابع البيان قائلاً إن «عناصر من قوات المشاة والقوات الخاصة تقوم بعمليات تفتيش من منزل إلى منزل في المنطقة».
وقال مسؤول عسكري آخر إن «الجنود توجهوا نحو السوق الأساسي في ميرانشاه، بعدما دمروا مخابئ للمتمردين عبر قصف مدفعي». وأضاف أن العملية «تجري بواسطة الدبابات وآليات مدرعة أخرى»، مؤكداً أن «الجنود سيطروا أيضاً على المستشفى المدني في ميرانشاه». وكان الجيش الباكستاني قد بدأ ضرباته الجوية في 15 حزيران، بعد أشهر من محادثات سلام بين الحكومة الباكستانية ومقاتلي «طالبان». غير أنه، خلال المحادثات المتقطعة، شنت طالبان عدداً من الهجمات من ضمنها هجومٌ على مطار كراتشي، أدى إلى مقتل 34 شخصاً، ما دفع الجيش إلى مطالبة السكان في وزيرستان الشمالية مغادرتها.
ووفق الجيش قتل 376 شخصاً واستسلم 19، منذ بدء الضربات الجوية.

قتل 17 جندياً
باكستانياً منذ بدء الحملة قبل أسبوعين
وأضاف أن الكثير من الذين قتلوا هم من الأوزبك أو الويغور الصينيين. أما من جهة الجيش الباكستاني، فقد قتل خلال الحملة، منذ بدايتها، 17 جندياً. إلا أن هذا العدد ليس نهائياً، لأنه لم يتسنَّ التأكد من عدد القتلى العسكريين بعد محاصرة وزيرستان الشمالية تماماً وإغلاق كل الطرق المؤدية إليها.
إلى ذلك، لم يواجه الجنود حتى الآن سوى مقاومة ضعيفة من المسلحين في شمال وزيرستان.
وبحسب مصادر عسكرية، إن الغالبية الكبرى من المقاتلين الإسلاميين غادروا المنطقة قبل بدء الهجوم وعبروا إلى أفغانستان.
الحملة العسكرية سببت نزوح نحو 500 ألف من سكان شمال وزيرستان، أي الغالبية الكبرى من عدد السكان البالغ مليون نسمة، لجأ معظمهم إلى أقاليم مجاورة، ولا سيما إلى مدينة بانو المجاورة.
(رويترز، أ ف ب)