بدت الهدنة بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الحكومية في شرق أوكرانيا، مُعرضة للخطر، إثر اندلاع قتال بين القوات الأوكرانية والانفصاليين حول مدينة سلافيانسك الشرقية المضطربة، أمس، بعدما كان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكون قد أعلن، الجمعة، تمديد وقف إطلاق النار، حتى مساء اليوم. وفي ردّ على هذا الإعلان، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى تمديد وقف إطلاق النار لوقت أطول، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو والفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وذكر الحرس الوطني الأوكراني أن الانفصاليين استخدموا الدبابات وقذائف المورتر لقصف نقطة تفتيش قرب سلافيانسك، معقل الانفصاليين والتي تبعد نحو 100 كيلومتر عن الحدود مع روسيا.
وأضاف في بيان، إنه «لم تقع إصابات في صفوف العسكريين هناك»، فيما قال متحدث باسم العملية لـ«القناة الخامسة» التلفزيونية، إن خمسة جنود قتلوا في الأيام القليلة الماضية، جراء عنف الانفصاليين في انتهاك لوقف إطلاق النار.
من جهتها، نقلت وكالة «أنتر فاكس» الروسية للأنباء عن انفصاليين قولهم إن القوات الأوكرانية قصفت أهدافاً حول سلافيانسك شملت سوقاً ومبنى سكنياً، ما تسبب بوقوع إصابات.
ويوم الجمعة، أعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، تمديد وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة حتى مساء اليوم، بطلب من قادة الاتحاد الأوروبي، بعد عودته إلى كييف من قمة للاتحاد في بروكسل، حيث وقّع اتفاقاً «تاريخياً» للتكامل الاقتصادي مع أوروبا.
وأوضح موقع بوروشينكو على الإنترنت، أنه تمّ تمديد الهدنة تماشياً مع مهلة يوم الاثنين التي حددها زعماء الاتحاد الأوروبي للانفصاليين، للاتفاق على ترتيبات للتحقق من وقف إطلاق النار وعودة نقاط التفتيش الحدودية لسلطات كييف والإفراج عن رهائن، ومنهم مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وفي هذا الإطار، أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، السبت، الإفراج عن مجموعة ثانية من مراقبيها خطفوا في نهاية أيار، على أيدي انفصاليين موالين لروسيا. إلى ذلك، تحدّث الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، هاتفياً لأكثر من ساعتين، أمس، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، سعياً لإحراز تقدم قبل انتهاء وقف إطلاق النار الذي أعلنته أوكرانيا. وأعلن مكتب الرئيس الفرنسي، في بيان، أن هولاند وميركل «أكدا أهمية إحراز المزيد من التقدم الملموس نحو استقرار الوضع الأمني على الأرض وتمديد وقف إطلاق النار وتطبيق خطة السلام، التي طرحتها السلطات الأوكرانية».

حَمَّل لافروف الولايات المتحدة مسؤولية الفشل في التوصل إلى تسوية سلمية
بدوره، دعا الرئيس الروسي، خلال الاتصال الهاتفي، نظيره الأوكراني، إلى تمديد وقف إطلاق النار الذي تنتهي مهلته الاثنين. وذكر الكرملين، في بيان، أن «دعوة وجهت إلى بوروشنكو لكي يمدد العمل بوقف إطلاق النار لفترة أطول». وأضاف البيان إن القادة بحثوا أيضاً «احتمال إرسال مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى مراكز مراقبة على الحدود الروسية ــ الأوكرانية».
كما أكد الرئيس الروسي ضرورة تقديم مساعدة إنسانية لسكان جنوب شرق أوكرانيا، بسبب «تفاقم الوضع الإنساني» في تلك المنطقة، وفق بيان الكرملين. أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فقد اعتبر أنه كانت ستتوفر فرص أكثر لتسوية سلمية في أوكرانيا لو لم «تدفع» الولايات المتحدة قيادة كييف إلى «مسار مواجهة».
وقال لافروف، في مقابلة مع التلفزيون الحكومي الروسي: «أتصور أن الرئيس (الأوكراني بيترو) بوروشينكو راغب في خفض التوتر وتمديد الهدنة أكثر، لكن هناك قوى أخرى في داخل السلطات الأوكرانية». وحَمَّل لافروف الولايات المتحدة أيضاً مسؤولية الفشل في التوصل إلى تسوية سلمية حتى الآن.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)