مع اقتراب استئناف المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة دول (5+1) وإيران، في الثاني من تموز المقبل، في محاولةٍ أخيرة للتوصل الى اتفاق نهائي شامل قبل 20 تموز، تقولها طهران صراحةً: لا اتفاق إذا لم يتخلَّ الغرب عن مطالبه المبالغ فيها. بمعنى آخر، يقول الإيرانيون إن الغرب لا يريد اتفاقاً نهائياً مع طهران، لذا هو يستمر في رفع سقف المطالب والشروط.
وعلى الرغم من البدء بصياغة المقدمة والإطار العام لما سماه الوفد الإيراني المفاوض «برنامج عمل مشترك»، في الجولة الأخيرة التي عقدت من 16 إلى 20 حزيران في فيينا، اتسمت تلك الجولة بالتعثر والبطء. ولا يزال مناخ الصعوبة يسيطر على تصريحات الإيرانيين الذين لمحوا غير مرة، في الفترة الماضية، الى احتمال تمديد مدة المفاوضات ستة أشهر إضافية. وحمل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، مسؤولية فشل التوصل الى اتفاق قريب الى الغرب، ما أكده بدوره مساعد الخارجية الإيرانية لشؤون أوروبا وأميركا مجيد تخت روانجي، الذي دعا الغرب الى التخلي عن «مطالبه القصوى» واحترام حقوق إيران النووية بعيداً من «الأوهام». في وقتٍ أكد فيه سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن المعلومات التي تقدمها الأمم المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، غير المدعمة بالحقائق الملموسة، ستؤثر سلباً على سير المفاوضات.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن «المطالب المبالغ فيها» التي تقدمها دول مجموعة (5+1) قد تؤدي الى تعذر الوصول الى اتفاق، مضيفاً إنه حينها سيظهر للعالم من هو الطرف الذي أدى الى غلق أفق التوصل الى اتفاق». وجدد ظريف التأكيد على تمسك بلاده بالتوصل الى حل شامل للبرنامج النووي، مشيراً الى أن طهران قدمت مقترحات «معقولة» بهذا الشأن.

في السياق نفسه، أعلن مساعد الخارجية الإيرانية لشؤون أوروبا وأميركا مجيد تخت روانجي أن الاتفاق النووي يتحقق حينما يتوقف الطرف الآخر عن «مطالبه القصوى» ويحترم الحقوق النووية الإيرانية بعيداً من «الأوهام».
وأشار تخت روانجي خلال استقباله وفداً برلمانياً فرنسياً الى المفاوضات النووية القادمة في فيينا الأسبوع المقبل، مؤكداً استعداد بلاده للوصول الى الاتفاق النهائي بحلول 20 تموز المقبل.
من جهتها، أشارت مساعدة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الفرنسي أوديل سوغ الى النفوذ والدور الأساسي لإيران في المنطقة، مضيفةً إن الهدف من زيارة الوفد الفرنسي لطهران هو تبادل وجهات النظر مع المسؤولين الإيرانيين حول أحدث التطورات في منطقة الشرق الأوسط. وأعربت أوديل سوغ عن أملها بوصول المفاوضات النووية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومجموعة «5+1» الى النتيجة المتوخاة.

وأكد سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن الجولة القادمة من المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة الست ستكون جولة «ماراثونية» تستمر أسبوعين، محذراً خبراء لجنة العقوبات في الأمم المتحدة من تقويض المرحلة الأخيرة من المفاوضات.
وتطرق تشوركين الى الجولة السابقة من المفاوضات التي استمرت من 16 إلى 20 حزيران، قائلاً إنها كانت «مفيدة جداً» وإنها أكدت «الاستعداد العام لمواصلة التعاون بروح بناءة». وتوقع تشوركين أن يسود مناخ التعاون الجولة المقبلة.
كذلك وجه تشوركين انتقاداً حاداً للجنة خبراء الأمم المتحدة بشأن إيران التي تراقب التزام طهران بنظام العقوبات المفروضة عليها من قبل مجلس الأمن، قائلاً «أي معلومات لا تدعمها حقائق ملموسة سيكون لها تأثير سلبي على إدارة المفاوضات بين مجموعة الستة وإيران».
(فارس، رويترز)