كما كان متوقعاً، انتهت الجولة الخامسة من المفاوضات بين إيران والغرب من دون التمكن من صياغة الاتفاق النهائي الشامل. لم يتفق الجانبان إلا على موعد الجولة المقبلة من التفاوض التي حددت في 2 تموز المقبل، في محاولةٍ أخيرة لإنقاذ احتمالات التوصل الى اتفاق حول الملف النووي قبل المهلة القصوى المحددة في اتفاق جنيف، في 20 تموز، إضافة الى «وثيقة عمل» مليئة بالنقاط الخلافية، وفق تأكيد الوفد الأميركي المفاوض.
وعلى الرغم من التمسك بالأمل ظاهرياً، يتضح يوماً بعد يوم أن الخروج بتفاهم بين إيران والغرب لا يزال بعيداً عن الواقع، خصوصاً في ظل تطورات في ملفات أخرى من شأنها أن تزيد الهوة بين الجانبين.
وفي ختام الجولة الخامسة، أمس، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «عدم التوصل الى اتفاق حتى الآن حول المسائل النووية الرئيسية»، قائلاً إن «الأمل يلوح في بعض الحالات، ولا نلمحه في حالات أخرى».
وأوضح ظريف، في حديثٍ تلفزيوني، أن ممثلي إيران ومجموعة الدول (5+1) عملوا لأكثر من عشر ساعات حول نص الاتفاق النهائي، مضيفاً أن «النواقص أكثر من عدد الكلمات في النص»، بسبب الخلافات القائمة. وأشار الوزير الى موقف الولايات المتحدة الذي كان «أكثر تشدداً من مواقف الدول الأخرى»، مؤكداً أن بلاده لن تقبل بمطالب القوى الدولية «المبالغ فيها». ودعا ظريف الغرب الى التخلي عن هذه المطالب، بهدف التوصل الى التفاهم.
دعا ظريف الغرب الى التخلي عن المطالب «المبالغ فيها»
من جهتها، أعلنت رئيسة الوفد الأميركي المفاوض ويندي شيرمان أنه من «غير الواضح» إن كانت إيران مستعدة لاتخاذ الخطوات اللازمة للتأكيد للعالم أن طموحاتها النووية سلمية بالكامل مع اقتراب نهاية المهلة.
وقالت شيرمان إن الجولة الخامسة من المحادثات لم تتمخض عن مسودة اتفاق، لكنها أسفرت عن «وثيقة عمل متخمة بالنقاط الخلافية بسبب استمرار الخلافات».
وكان رئيس الوفد الإيراني المفاوض عباس عرقجي أعلن في وقتٍ سابق أن الخلافين الرئيسيين في المفاوضات هما درجة تخصيب اليورانيوم والبرنامج الزمني لرفع العقوبات.
وفي شأن استئناف المفاوضات مطلع الشهر المقبل، أكد ظريف أن المفاوضات ستتواصل ما دامت «ذات فائدة» حتى بلوغ اتفاق.
غير أن دبلوماسيين حاولوا قبل النهاية الإبقاء على «بارقة أمل» عبر الحديث عن الأجواء الإيجابية التي سادت الجولة الخامسة. ووصف عضو في الفريق النووي الإيراني المفاوض، في حديث صحافي، أجواء المفاوضات التي استمرت خمسة أيام بـ«البناءة والجادة»، مع تأكيده في الوقت نفسه أن التقدم «محدود» في صياغة نص الاتفاق النهائي الشامل.
كذلك أكد دبلوماسي إيراني قريب من الوفد المفاوض في فيينا أن يوم أمس شهد «تقدماً جيداً» في مجال كتابة نص الاتفاق النووي الشامل. وقال الدبلوماسي لوكالة «فارس» إن التقدم الحاصل في مجال كتابة مسودة الاتفاق الشامل كان «متميزاً»، مؤكداً أن محادثات ظريف وأشتون هي التي حددت تمديد المفاوضات لجولة إضافية في 2 تموز المقبل.
وحول مسودة الاتفاق، أشار الدبلوماسي الى أن كتابة النص تستغرق وقتاً، لافتاً الى أنه على الرغم من إحراز تقدم هناك «تعقيدات» تجعل سير العمل بطيئاً، كما أكد أن يوم أمس شهد «كتابة أمور أكثر مما كتب في الأيام السابقة»، من دون أن يشير الى تفاصيل أكثر في هذا المجال.
وحول المدة التي ستستغرقها الجولة المقبلة من المفاوضات، أعلن الدبلوماسي الإيراني أن الموعد المحدد لاستئناف المفاوضات قريب من نهاية المهلة التي حددها اتفاق جنيف للتوصل الى تفاهم نهائي (20 تموز).
(أ ف ب، رويترز، فارس)