أعرب وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل عن أمله بأن تقود عملية الإفراج عن الرقيب باو برغدال مقابل 5 قياديين من حركة «طالبان» إلى محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة و الحركة الأفغانية.وكان هاغل وصل أمس، إلى قاعدة باغرام الجوية شمال كابول في زيارة مفاجئة، وهي الثانية التي يقوم بها مسؤول أميركي كبير إلى أفغانستان في غضون أسبوع، بعد زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الأحد الماضي.

زيارة هاغل تأتي غداة خطوة يصفها البعض بالـ «ممهدة لمفاوضات السلام في كابول»، حيث جرت، السبت الفائت، عملية تبادل للأسرى بين حركة «طلبان» والسلطات الأميركية. وأفرجت «طالبان» عن الرقيب الأميركي بو برغدال، المعتقل منذ خمس سنوات لدى الحركة، مقابل إفراج واشنطن عن خمسة من قادة طالبان وهم: محمد فاضل آخوند، نور الله نوري، خير الله خير خواه، عبد الحق وثيق ومحمد نبي، اعتقلتهم في غوانتانامو أثناء الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001.
ووصل قادة «طالبان» المفرج عنهم أمس إلى العاصمة القطرية الدوحة بعد الإفراج عنهم من معتقل غوانتانامو الأميركي فيما وصل الرقيب باو برغدال إلى المركز الطبي العسكري الأميركي في ألمانيا. فيما أعلنت الحكومة الأفغانية أن نقل المعتقلين الخمسة المفرج عنهم إلى قطر «غير قانوني» وطالبت بالافراج الفوري عن الكوادر السابقين في نظام «طالبان» الذين سيبقون مدة سنة في قطر.
وأضاف هاغل أن عملية التبادل «ربما تكون فرصة جديدة يمكن أن تسفر عن اتفاق» مع «طالبان». وكانت عملية التبادل جرت بوساطة الحكومة القطرية، وفق ما أكد أوباما، الذي أعلن أن «الدوحة أعطتنا ضمانات أمنية لحماية أمننا القومي»، من دون إيضاح طبيعة هذه الضمانات.
من جهتها، أعلنت الحكومة القطرية أن وساطتها في هذا الملف «قامت على أساس إنساني». وأكد وزير الخارجية القطري خالد العطية في مؤتمر صحافي، أمس، أنه «عندما يتعلق الأمر بمسألة إنسانية، فإن سمو الأمير (تميم بن حمد آل ثاني) لا يتأخر، وهذا ما حدث في شأن الرقيب الأميركي والخمسة المحتجزين من طالبان». وأشار العطية إلى أن بن حمد «أوعز إلى الجهات المختصة في الدولة للبدء بهذه الوساطة التي تكللت بالنجاح بعد مفاوضات طويلة»، معتذراً عن ذكر تفاصيل إضافية عن هذا الملف.
وفي تعليق نادر له، وصف زعيم حركة طالبان الملا عمر الإفراج عن القادة الخمسة بـ«النصر العظيم». وفي بيان صدر أمس، شكر الملا عمر قطر وأميرها «الذي قام بجهود مخلصة للإفراج عن هؤلاء القادة، وعلى وساطته واستضافتهم في الدوحة». وفي كابول، أكد المسؤول في المجلس الأعلى للسلام إسماعيل قاسم يار أن هذا التبادل «يدل على أن الأطراف يبدون إرادة طيبة لتوفير أجواء من الثقة وإطلاق محادثات سلام في مستقبل قريب»، مشيراً إلى أن السلطات الأفغانية «أسهمت منذ وقت طويل في هذا الملف». في المقابل، نقلت وكالة «فرانس برس» عن أحد أعضاء «طالبان» تشكيكه بشأن انعكاس قضية الإفراج عن الأسرى إيجابياً على مفاوضات السلام، مشيراً إلى الإعلان الأخير للرئيس الأميركي عن بقاء 9800 جندي في أفغانستان حتى نهاية 2016، وتساءل إذا كان هذا القرار يعني أن الحرب ستستمر في البلاد.
وكان الإفراج عن القادة الخمسة أحد الشروط الأساسية التي تطرحها «طالبان» على الأميركيين منذ زمن لفتح مفاوضات سلام في أفغانستان، ووضع حدٍّ للصراع المتواصل. وخلال السنوات الأخيرة، اتهمت «طالبان» واشنطن بـ «عدم جديتها» في رغبتها بالتفاوض بعدما رفضت مراراً الإفراج عن معتقلي الحركة.
(أ ف ب، رويترز)