في خطوةٍ تمثل كوّةً في الجدار الخليجي _ الإيراني، واستكمالاً للتطورات الدبلوماسية التي تشهدها طهران في الآونة الأخيرة، وصل أمير الكويت صباح الأحمد الصباح إلى طهران، أمس، في زيارةٍ يعوّل كثيرون على مدّها جسراً بين طهران والرياض لإعادة ترميم العلاقات بين البلدين، وذلك في وقتٍ أعلن فيه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اعتذاره عن عدم زيارة المملكة لتزامن موعد الدعوة التي وجهها وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل له مع موعد استئناف المفاوضات النووية، التي تنطلق اليوم في فيينا جولةً جديدة منها على مستوى الخبراء تمهيداً لاستئناف المفاوضات السياسية في جولتها الخامسة في 16 حزيران المقبل.
وفور وصوله طهران، عقد أمير الكويت جولة مباحثات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني تطرقت إلى سبل تعزيز العلاقات بين البلدين وتمتينها كما تطرقا إلى الاحداث الجارية في المنطقة.
وأكد روحاني، أن الأمن في المنطقة يتحقق عبر التعاون بين بلدانها، مشدداً على ضرورة تعزيز وتمتين الاواصر والتعاون بصورة شاملة بين البلدين.
ولفت روحاني خلال لقائه الصباح إلى أن زيارة امير الكويت لطهران تشكل منعطفاً في مجال تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين، مشيراً إلى أن بلاده لا ترى اي عائق امام تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية مع الكويت.
وألمح روحاني إلى أن إيران والكويت لديهما وجهات نظر متقاربة ومشتركة بشأن القضايا السياسية الاقليمية والدولية، وقال: «إن منطقة الشرق الاوسط واجهت خلال السنوات الماضية مشكلات جمة، لكننا اليوم مسرورون لنشاهد استقراراً نسبياً يسود بين دول المنطقة»، لافتاً إلى أنه لاشك أن الاستقرار والأمن في المنطقة هو شرط اول لتنمية العلاقات والتعاون بين الدول.
وبيّن روحاني، أننا نعتقد أن استقرار المنطقة وأمنها إنما يتحقق فقط بالتعاون والتعامل بين دول المنطقة، وقال: «إن الجمهورية الاسلامية الإيرانية مستعدة لأن تشارك مع جميع دول المنطقة وخاصة الكويت في اطار تعزيز الاستقرار وأمن المنطقة».
وأعلن روحاني استعداد إيران لتعزيز العلاقات والتعاون مع دول مجلس تعاون الخليج من اجل تسوية المشكلات التي تعاني منها المنطقة.

أعلن ظريف
عدم تمكنه من زيارة السعودية بسبب استئناف المفاوضات النووية

وأبدى روحاني القلق الجاد لدى طهران إزاء معضلة الإرهاب في المنطقة، مشدداً على ضرورة التعاون بين دول المنطقة من أجل محاربة الإرهاب والصمود امامه.
من جهته، اعرب امير الكويت، الشيخ صباح الصباح، عن ارتياحه لزيارة إيران،، معلناً رغبة حكومة الكويت وشعبها لتعزيز التعاون والعلاقات المثمرة مع إيران.
وقال الصباح: «من المؤكد أن هذه الزيارة ستسفر عن نتائج طيبة تصب في مصلحة البلدين».
وأكد، أن الزيارة إلى إيران لن تختتم ما لم يحصل الاتفاق بين مسؤولين البلدين.
وأشار الصباح إلى ضرورة التعاون بين دول المنطقة لإزالة المشاكل وتسوية القضايا العالقة بين دول المنطقة.
وكان أمير الكويت قد وصل أمس إلى طهران في زيارة هي الأولى له منذ تسلمه منصبه، على رأس وفد ضم، كل من وزير الخارجية الكويتي ووزير المالية ونائب وزير الخارجية ووزير التجارة والصناعة النفط.
وتجسيداً للنوايا في تعزيز العلاقات بين البلدين، وقعت طهران والكويت، أمس، بحضور روحاني والصباح، 6 وثائق للتعاون المشترك بهدف تعزيز العلاقات الثنائية وترسخيها.
ومن المقرر أن يلتقي الصباح مسؤولين إيرانيين، في مقدمهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي. وكان وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله قد أبدى استعداد بلاده، التي ترأس حالياً مجلس التعاون الخليجي، للقيام بوساطة لـ«حل الخلافات بين السعودية وإيران خلال الزيارة». كما أعلن السفير الكويتي في طهران في وقتٍ سابق أن الزيارة «تكتسب أهمية سياسية خاصة نظراً للظروف والتطورات في المنطقة، واصفاً إياها بـ«استحقاق سياسي بامتياز».
وعلى صعيد العلاقات الإيرانية ـ الخليجية، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عدم تمكنه من تلبية دعوة السعودية لحضور اجتماع «منظمة التعاون الإسلامي» في الرياض بسبب تزامن موعد الزيارة المقترح مع استئناف المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة دول (5+1). وكان الوزير الفيصل قد وجه دعوةً لنظيره الإيراني لحضور اجتماع منظمة التعاون الإسلامي المقرر عقده في جدة في 18 و19 حزيران الجاري.
وعلى صعيد المفاوضات التي تستأنف في 16 حزيران، يعقد مجلس حكام «الوكالة الدولية للطاقة» اجتماعاً في فيينا، اليوم، لمناقشة قضايا عدة؛ منها إجراءات الأمان والسلامة لبرنامج إيران النووي، ومن المقرر أن يعقد على هامشه اجتماع على مستوى الخبراء بين إيران ومجموعة دول (5+1) يستمر من أربعة إلى خمسة أيام في مقر الوكالة الدولية.
وأعلن مساعد وزارة الخارجية الإيرانية في الشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي أنه سيتم خلال اجتماع الخبراء بحث التفاصيل التقنية للوصول إلى حلول من الناحية التقنية أو التقريب في وجهات النظر ليتم بعد ذلك اتخاذ القرارات على المستوى السياسي.
أمنياً، كشف موقع «ورلد تريبيون» الأميركي عن نشر نوع جديد من الزوارق السريعة من قبل الأسطول البحري الأميركي الخامس المستقر في البحرين. وبحسب الموقع الأميركي المتخصص بالشؤون العسكرية، فإن سرعة هذه الزوارق تصل إلى 35 عقدة بحرية وإن الولايات المتحدة لجأت الى استخدامها لمواجهة الزوارق السريعة الإيرانية، خشيةً من هجماتها ضد الأسطول البحري الأميركي الموجود في المنطقة.
(الأخبار، أ ف ب، فارس)