واجه الجيش الأوكراني أمس خسائر هي الأكبر منذ إطلاقه الحملة العسكرية ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين شهدت مقتل 14 جندياً، قبل ثلاثة أيام من الانتخابات الرئاسية.ونجح الانفصاليون بالسيطرة على أربعة مناجم فحم في منطقة لوغانسك، وطالبوا العمال بتزويدهم بالمتفجرات، وفق ما أعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية.

وكانت «جمهورية لوغانسك الشعبية» في شرق أوكرانيا قد أعلنت أمس، فرض الأحكام العرفية والتعبئة العامة لجميع الرجال الذين تراوح أعمارهم بين 18 و45 عاماً. وذكر مصدر أمني في مقاطعة لوغانسك أن اشتباكات تجري منذ صباح أمس غرب المقاطعة بين الحرس الوطني الأوكراني وجيش جنوب الشرق.
في هذا الوقت، توجه المجلس الأعلى (البرلمان) للـ«جمهورية»، إلى روسيا بطلب الاعتراف باستقلال جمهورية دونيتسك. وجاء التصويت على هذا الطلب بالإجماع أمس خلال جلسة برلمانية. وقال رئيس برلمان الجمهورية دينيس بوشيلين إنه سيُوجَّه الطلب إلى الرئيس الروسي ومجلس الدوما ووزارة الخارجية الروسية ومجلس الاتحاد.
من جهتها ذكرت وزارة الخارجية الروسية، أن سلطات كييف لم توقف عمليتها القمعية ضد شعبها، بل كثّفتها، إذ تتعرض مدن وبلدات في شرق البلاد لعمليات قصف منتظمة، بما فيها القصف بالأسلحة الثقيلة. وأشار المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش في هذا الخصوص، إلى تعرض عدد من البلدات في محيط مدينة سلافيانسك بمقاطعة دونيتسك لعمليات قصف بقذائف الهاون، أدت إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين. ورأى أنّ «من الصعب تصور إجراء عملية انتخابية بالتزامن مع استمرار العمليات القمعية»، وتابع قائلاً: «بلا شك تمثّل الانتخابات الرئاسية خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن الشيء الأهم هو ضمان أن تكون شاملة جامعة». وأضاف لوكاشيفتش أن موسكو ترفض اتهامات كييف بشأن محاولات تقويض الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا، قائلاً «إن هذه الاتهامات بوجود أدلة على تدخل روسيا بهدف تقويض الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا لا صحة لها».
في غضون ذلك قال القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي أمس، إن القوات الروسية المتمركزة بالقرب من الحدود مع أوكرانيا ما زالت تشكل خطراً على الرغم من نقل بعضها.


أكدت مو سكو
استحالة اجراء انتخابات الرئاسة في كييف تزامناً مع العمليات القمعية
وقال فيليب بريدلاف، وهو أيضاً جنرال في السلاح الجوي الأميركي في اجتماع لوزراء دفاع الدول الأعضاء في الحلف، إن أعداداً كبيرة من القوات الروسية ما زالت منتشرة بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، مضيفاً: «شهدنا بعض التحركات. من السابق لأوانه معرفة إلى أين تتحرك أو عدد القوات التي يجري تحريكها. لكن ما نعرفه هو أن القوات الباقية على الحدود كبيرة العدد جداً». وهذه هي المرة الأولى منذ بدء الأزمة الاوكرانية، التي يؤكد فيها الحلف صدق إعلان روسيا سحب قوات من المنطقة الحدودية، حيث يقول الحلف إن روسيا تنشر قوات قوامها نحو 40 ألف جندي.
وأعلنت أمس وزارة الدفاع الروسية، أنها أعادت إلى ثكناتها أربعة قوافل عسكرية عبر السكك الحديد من المدرعات والأسلحة، وأن 15 طائرة نقلت جنوداً في إطار انسحاب القوات من المناطق الحدودية مع أوكرانيا.
في السياق، طالبت منظمة «هيومان رايتس ووتش» السلطات الأوكرانية بالإفراج عن صحفيَّي قناة «LifeNews» الروسية، اللذين احتُجزا في شرق أوكرانيا يوم الأحد، أو بتقديم توضيحات عن أسباب احتجازهما. وجاء في بيان صادر عن هذه المنظمة الحقوقية الدولية، أن السلطات الأوكرانية يجب أن توضح فوراً أسباب احتجاز الصحفيين. وأكد البيان أن على كييف الإفراج عن الصحفيين بنحو عاجل أو تقديم اتهامات رسمية في حال وجود أسس كافية لذلك وإخلاء سبيلهما حتى انتهاء التحقيق.
إلى ذلك، انتقدت روسيا أمس ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز بسبب تقارير عن أنه شبّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالزعيم النازي أدولف هتلر بسبب ضمه لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا.
وقال ألكسندر في مؤتمر صحفي: «إذا كانت هذه الكلمات قد نطق بها فعلاً، فإنها دون شك لن يكون مردودها إيجابياً على ملك بريطانيا القادم»، مضيفاً: «إننا نعتبر استخدام أفراد من العائلة الملكية البريطانية للصحافة الغربية، لنشر حملة دعائية ضد روسيا في ما يتعلق بقضية ملحة، وهي الوضع في أوكرانيا، أمراً غير مقبول ومثيراً للغضب.»
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)