دخلت المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى حول برنامج إيران النووي مرحلة جديدة أمس، حيث بدأ المفاوضون في فيينا بصياغة اتفاق يمكن أن يكون تاريخياً. وبعد ثلاثة اجتماعات هذا العام، قالت واشنطن إنها مكّنت الجانبين «من فهم مواقف أحدهما للآخر»، يهدف المفاوضون هذه المرة إلى بدء صياغة نص فعلي للاتفاق، بحسب مسؤولين.
وقال مايكل مان، المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أمس، إن المحادثات حتى الجمعة ستكون «صعبة جداً ومعقدة».
كذلك تحدثت مسؤولة أميركية كبيرة عن عملية «صعبة جداً» لا تزال تتطلب «ردم هوة كبيرة». وشددت المسؤولة على أن التفاؤل الظاهر «لا يتناسب بالكامل» مع الواقع.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد شدد على أن طهران لن تتخلى عن حقوقها النووية ولا تريد شيئاً أكثر من ذلك، كما أن قدراتها الدفاعية غير قابلة للتفاوض.
وقال ظريف في تصريحات أدلى بها عقب انتهاء مائدة عشاء العمل مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، مساء أول من أمس، إن النقاشات تناولت مواضيع جيدة، واتفق الجانبان مرة أخرى على أسلوب مواصلة الخطوات وإطار العمل، كما اتفقا على دفع الخطوات إلى الأمام والتنسيق بصورة مشتركة.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان يتصور بلوغ المفاوضات إلى نتيجة في نهاية مهلة الأشهر الستة المحددة، قال إن ذلك الأمر ممكن التحقق، إلا أنه يعتمد على حسن نيات الجانب الآخر ونظرته بواقعية في المفاوضات.
من جهته، اعتبر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي علاء الدين بروجردي البرنامج الصاروخي الإيراني خطاً أحمر، موضحاً أن التعليمات صادرة إلى الفريق الإيراني للمفاوضات النووية بعدم الخوض في هذا المجال.
وبشأن الجولة الرابعة للمفاوضات النووية حول الاتفاق النهائي بين إيران ومجموعة «5+1»، قال إن المرحلة الصعبة للمفاوضات قد بدأت وهي مسؤولية جادة للدفاع عن المصالح الوطنية للبلاد.
وأعرب عن اعتقاده بأن الوصول إلى نتيجة من المفاوضات لن يكون سهلاً، نظراً إلى المطالب الأميركية المبالغ فيها. من جهته، اعتبر المتحدث باسم منظمة الطاقة الذریة الإیرانیة بهروز كمالوندي البحث والتطویر النوويين من الحقوق المشروعة لإيران.
وفي تصریح أدلی به إلى القناة الثانیة للتلفزیون الإیراني أمس، وفي الرد علی سؤال عمّا إذا كان سیتم استخدام الطاقة النوویة كعلم أو كصناعة، قال كمالوندي إن هذا العلم كان في المختبرات في فترة ما، وبعد أن أمضی مراحل النجاح فیها، دخل المجال الصناعي وسیتطور بصورة واسعة في القطاع الخاص.
في غضون ذلك، أكد مساعد وزير الخارجية، كبير المفاوضيين الإيرانيين عباس عراقجي، أن طبيعة مفاعل الماء الثقيل في آراك لن تتغير، ولكن من الممكن إيجاد بعض التغييرات الفنية لخفض حجم البلوتونيوم المنتج والذي من المحتمل أن يكون مصدر قلق للطرف الآخر.
وقال عراقجي في تصريح إلى الصحافيين الإيرانيين في العاصمة النمسوية فيينا، أول من أمس، وفي الرد على سؤال حول مفاعل آراك للماء الثقيل، إن جميع القضايا مرتبط بعضها ببعض، وما لم نصل إلى اتفاق حول جميع القضايا فلا يمكن القول بأننا توصلنا إلى اتفاق بشأن قضية ما.
وأضاف أن مفاعل آراك غير مستثنى من هذه القاعدة، وبالطبع فقد طرحت خيارات مختلفة أهمها ذلك الذي أشار إليه رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، وهو العمل على تبديد أو خفض الهواجس عبر إيجاد تغييرات فنية في بعض أجزاء المفاعل لخفض حجم البلوتونيوم المنتج والذي من المحتمل أن يكون مصدر قلق.
إلى ذلك، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع صحيفة يابانية أمس، إيران بتقاسم التكنولوجيا النووية مع كوريا الشمالية.
ورداً على سؤال لصحيفة ماينتشي شيمبون عمّا إذا كانت طهران سمحت لبيونغ يانغ بالاستفادة من التكنولوجيا النووية التي لديها، أجاب نتنياهو «هذا ما حصل تماماً»، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
(الأخبار، أ ف ب)