بعد الجدل الطويل الذي أثاره نشر روسيا لقوات يقارب عددها أربعين ألفاً على الحدود مع جارتها أوكرانيا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، أن موسكو سحبت هذه القوات بالكامل، فاسحاً بالمجال أمام محاولة جديدة للتوصل إلى حل دبلوماسي. وقال بوتين، عقب لقاء مع نظيره السويسري والرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ديدييه بوركهالتر: «قيل لنا باستمرار إن قواتنا القريبة من الحدود الأوكرانية تثير مخاوف. لقد سحبنا تلك القوات. اليوم لا وجود لها على الحدود الأوكرانية، ولكنها موجودة في الأماكن التي تجري فيها تدريباتها المعتادة»، مضيفاً أنه مستعد للبحث عن وسيلة للخروج من الأزمة الأوكرانية مع رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وقال بوتين: «دعونا نحلل الموقف ونبحث عن سبل للخروج من هذه الأزمة». من جهة أخرى، دعا بوتين الانفصاليين في شرق أوكرانيا، إلى تأجيل استفتاء على وضع المنطقة التي تسكنها أغلبية ناطقة بالروسية.
وقال الانفصاليون المؤيدون لروسيا الذين يسعون إلى إجراء الاستفتاء، إنهم يكنون بالغ الاحترام لبوتين وسيبحثون اليوم دعوته لتأجيل الاستفتاء المزمع يوم الأحد. وأضاف أن هذا من شأنه أن يهيئ الظروف للحوار بين السلطات الأوكرانية في كييف والانفصاليين الذين يرغب بعضهم في حكم ذاتي أوسع فيما يطالب آخرون بالانفصال.
وكان رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي قد أكد في وقت سابق من أمس أن الاتحاد الأوروبي مستعد لإجراء مزيد من المحادثات مع أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة، في محاولة لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية.