بعد إعلانه احتمال وصول المفاوضات إلى اتفاق نهائي قريباً، طغى الحديث عن عدم جدوى المواجهة مع الغرب والدعوات إلى «التعقل» على خطاب الرئيس الإيراني الأخير. وفي وقتٍ يزداد فيه النشاط الصاروخي والنووي، أعلنت طهران تسديد ديونها كاملةً للبنك الدولي. وأكد الشيخ حسن روحاني أن بلاده «لا تسعى وراء الحرب والنزاع مع الآخرين، بل تعمل للتعاطي البناء معهم».
وأشار، في كلمته في مناسبة يوم المعلم، إلى «أن القوى الكبرى تحمل کل يوم فتنة ومخططاً، ليس لنا فقط، بل لجيرانها وأصدقائها أيضاً»، لافتاً إلى أن «الشعار ليس الطريق لحلّ المشاكل السياسية، وأنه ينبغي البحث عن طرق الحلّ». وأضاف: «علينا أن ندرك ماذا يجري في العالم ومدى صوابية طرق الحل التي اعتمدناها في الماضي»، مشدداً على أن «التطرف والإفراط لم يعودا بأي نفع للبلاد»، داعياً إلى «بناء طريق العقلانية والاعتدال».

من جهة أخرى، وتعليقاً على قول رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي إن الهدف النهائي للمفاوضات مع إيران هو وقف برنامجها الصاروخي، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي إن «وزير الخارجية محمد جواد ظريف عضو في الفريق النووي المفاوض، وقد أعرب عن رفضه لهذا الموضوع، مؤكداً أنه غير مطروح على جدول أعمال المفاوضات النووية». وأضاف صالحي أن الموقف الذي أعرب عنه ظريف هو المعيار في المفاوضات، مشيراً إلى أن مفاعل «أراك» النووي يستمر في نشاطاته باستخدام المياه الثقيلة.
ورداً على حديث روحاني بشأن الاتفاق النووي النهائي، رأى النائب في مجلس الشورى الإيراني الياس نادران أن «الاتفاق النهائي بيننا وبين مجموعة «5+1» غير ممكن من دون إطلاع مجلس الشورى الإسلامي على تفاصيل المفاوضات وموافقته على القرار بالإجماع».
وأشار نادران إلى أن الفريق المفاوض في جنيف «لم يتصرف بالقوة اللازمة في الدفاع عن مواقف النظام، وهو الأمر الذي أثار القلق والحساسية لدى الشعب». على صعيدٍ آخر، نجحت منظومة «مرصاد» الصاروخية في الاختبار العملاني لصاروخ «شملجة» أصاب طائرة من دون طيار باسم «كرار». وقال قائد مقر الدفاع الجوي العميد فرزاد إسماعيلي على هامش الاختبار إن «مرصاد» هي «منظومة صاروخية للارتفاع المتوسط وتتميز عن مثيلاتها الخارجية بقدرة أكبر على تتبع الأهداف والقدرة على الحرب الإلكترونية، كذلك بزيادة المدى الراداري، وهي مصنعة وطنياً بالكامل داخل البلاد».
وفي السياق نفسه، أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن المنظمة تعمل لوضع تصميم لمحطة نووية بحثية في شيراز بطاقة 10 ميغاواط.
وأكد أن منظمة الطاقة الذرية تنجز مشاريعها وفق خططها الموضوعة، ولم توقف أياً منها، لافتاً إلى أنه «في حال الإبطاء في بعض الخطوات، يجري الإسراع في مجال آخر لسدّ النقص». وفي إشارة إلى المفاوضات الجارية مع مجموعة (5+1)، رأى كمالوندي أن الجانب الآخر يقول إنه قلق من أن تخطو إيران باتجاه إنتاج قنبلة نووية من دون أن يقيم الدليل على ذلك، واصفاً هذه المزاعم بـ«التهم الجوفاء». وأكد أنه «إذا أدت المفاوضات إلى ضياع بعض المنجزات سنرفضها». ورأى كمالوندي أن الكيان الصهيوني «ضالع في تأجيج بعض مشاعر القلق»، داعياً الإدارة الأميركية إلى التحلي باليقظة لأن هذا الكيان «يمسك بها كرهينة من أجل تحقيق مصالحه الخاصة».
إلى ذلك، أعلنت مؤسسة الاستثمارات الأجنبية والمساعدات الفنية والاقتصادية الإيرانية أن طهران سددت ديونها للبنك الدولي كاملةً، ما يمكنها من الحصول على تسهيلات مصرفية من البنك، من طريق خط الاعتماد المحدد. وأوضح رئيس المؤسسة بهروز علیشیري في تصريحٍ للوكالة الإيرانية للأنباء (ارنا) أنّ تصفية الديون جرت وفقاً للمفاوضات مع البنك الدولي خلال الأشهر الماضية التي أدت إلى حصول طهران على ترخيص من وزارة الخزانة الأميركية لتسوية ديونها.
(الأخبار، فارس)