أكد مرشد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي، أمس، أن «العزم الوطني والإدارة الجهادية شعار دائم ويبشر بمستقبل زاهر لإيران»، مشدداً على أنه «أينما صمدنا واعتمدنا على طاقاتنا الذاتية فإننا أرغمنا المتغطرسين في العالم على التصرف بأدب ومنطق»، في وقت كشف فيه الرئيس الايراني حسن روحاني أنه تم اتخاذ خطوات جيدة للتوصل الى الاتفاق النهائي في المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة «5+1».
وخلال تفقده لمجمع مبنا الصناعي في كرج (غرب طهران)، رأى خامنئي في «تكريم واحترام الاوساط العمالية وجميع الناشطين في القطاع الانتاجي ضرورة منبثقة من الاسلام». وقال إن «تحقيق التنمية الاقتصادية من دون التنمية في المجالات الثقافية أمر غير ممكن ولا جدوى منه». وأضاف أن «تحقيق قفزات على الصعد الاقتصادية والثقافية يتطلب الاتكاء على العزيمة الوطنية والادارة الجهادية، ولو تحقق هذا الهدف فإن أحداً لن يجرؤ على توجيه الاساءة الى الشعب الايراني».
وأكد خامنئي أن «عهد إذلال الشعب الايراني ولّى وانقضى بعد انتصار الثورة الاسلامية، ولو أراد الشعب الايراني بلوغ مكانة رفيعة وممتازة على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والتحول الى مرجع للتقدم العلمي في العالم ينبغي له الاتكاء على طاقاته العلمية وقواه الذاتية وأخلاقياته الإبداعية وعزيمته الوطنية».
من جهته، قال روحاني إن «المسيرة الماضية قدماً الى الامام ستفضي الى رفع الحظر، ونحن نتقدم في هذا المجال خطوة خطوة وبصورة مدروسة». وأضاف أن «حقوق الشعب الايراني هي الخط الاحمر في المفاوضات النووية، ونحن لن نتخلى عن هذه الحقوق أبداً». وتابع «إذا تحرك الطرف الآخر في الاطار الدولي وصون حقوق الشعب الايراني، فبالإمكان الوصول الى نتيجة في المفاوضات.
روحاني يرفع
شعار «خفض التوتر»
مع أميركا

وعن مدى تفاؤله بالمفاوضات مع مجموعة «5+1»، قال الرئيس روحاني «إنني لست متشائماً تجاه هذه المفاوضات، ولكن الوصول الى اتفاق خلال 6 أشهر متعلق بالطرف الآخر ومدى استعداده للتعامل الصائب». وبشأن العلاقات مع السعودية، قال روحاني إنه «ليست لدينا عقبات في تحسين العلاقات مع السعودية، وإن مشكلتها هي مع المنطقة، ونأمل أن تلمس ظروف وأوضاع المنطقة بشكل جيد وتدرك أن أفضل سبيل للمنطقة هو إحلال السلام والأخوة والامن وطرد الارهابيين منها».
وحول العلاقات الايرانية الاميركية، قال إن «ظروفنا مع أميركا كانت ولا تزال ظروفاً صعبة بحيث لن تحل قريباً القضايا والمشاكل الموجودة معها، والتي كانت ولا تزال لها علاقات عدائية معنا منذ سنوات طويلة، ولكن رغم ذلك نعتقد أن بإمكاننا خفض مستوى التوتر معها»، لافتاً الى أن «بإمكاننا أن نحل مشاكلنا مع العالم، إلا أن بعض القضايا معقدة ولا يمكن حلها في يوم واحد».
كذلك لفت الى «إلغاء الحظر المفروض على البتروكيماويات والسيارات وقطع غيار الطائرات بحيث أعلنت جميع شركات الطيران المهمة في العالم أنها ليس لديها مشكلة في بيع قطع الغيار وصيانة الطائرات، وبدأت إجراءات في هذا المجال»، مؤكداً أن «جميع الدول حريصة على توظيف استثمارات في إيران».
ورأى روحاني أن «منتقديه (داخل إيران) هم أقلية ضئيلة تربحوا من العقوبات ويخشون أن يخسروا ذلك إذا رُفعت القيود مع التوصل الى حل في نهاية الأمر للنزاع النووي بين إيران والغرب». وقال «من خلال الأكاذيب والمبالغة يحاول بعض الناس إخراج الحكومة عن مسارها. هذا يتعارض مع المصلحة الوطنية وتوجيهات القائد... نحن لا نقدم تنازلات بشأن مصالح الشعب».
في هذا الوقت، أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الايرانية بهروز كمالوندي أن ماسيمو آباراو، رئيس وفد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، سيقوم بزيارة لطهران يوم الاحد في إطار الاتفاق المتضمن 7 بنود بين إيران والوكالة، وذلك بهدف تفقد منجم ساغند يزد ومصنع اردكان.
في السياق، أعلن المتحدث باسم الحكومة الايرانية، محمد باقر نوبخت، أنه تم لغاية الآن الإفراج عن جميع الأموال الايرانية المحتجزة، والتي تقرر إطلاقها وفق اتفاق جنيف بين إيران ومجموعة 5+1. وقال «لقد أرادوا منا رقم حساب لإيداع الاموال المفرج عنها فيه، لكننا نريد استخدامها، وهي البالغة 4 مليارات و200 مليون دولار، بصورة مختلفة».