على وقع تصاعد حدة التوتر بين دول شرق آسيا على خلفية أزمات تاريخية وجيوسياسية، بدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس جولته الآسيوية التي ستشمل اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا والفيليبين. زيارة اليابان تتسم بطابعٍ أكثر حساسية من المحطات الأخرى، نظراً إلى علاقات طوكيو المتوترة ببكين.
ويضع مراقبون هذه الزيارة في إطار «دعم الولايات المتحدة لحلفائها في المنطقة ضد التدخلات الصينية المتعلقة بجزر سينكاكو المتنازع عليها مع اليابان» في بحر الصين الشرقي، وخصوصاً بعد تأكيد أوباما أنّ الجزر تقع تحت السيادة اليابانية، مشيراً في تصريحٍ إلى صحيفة «يوميوري» اليابانية إلى السعي الأميركي إلى «محافظة على هذه الجزر في وجه أي تدخل، وذلك في إطار اتفاقية الدفاع المشترك بين اليابان والولايات المتحدة الأميركية».
يأتي ارتفاع التوتر بين البلدين بعد مصادرة الصين سفينة تجارية يابانية يوم السبت الماضي بسبب خلاف يعود إلى ما قبل الحرب، ما حمل طوكيو على التحذير بأنها «قد تعيد النظر في تطبيع العلاقات بين البلدين الذي تم الاتفاق عليه عام 1972».
في الوقت نفسه، تتخوّف واشنطن من أن يتحول الخلاف الصيني ــ الياباني الى مواجهة في وقتٍ يجوب فيه عدد من السفن الحربية المياه المحيطة بأرخبيل «سنكاكو» الذي تطالب به بكين باسم «دياويو». وسيلتقي أوباما رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في طوكيو غداً حيث ستجري مفاوضات الشراكة عبر المحيط الهادئ (12 دولة) التي تسجل تأخيراً كبيراً بسبب رفض اليابان فتح سوقها أمام المنتجات الزراعية الأميركية.
الزيارة تأتي
في اطار ردم الهوات
في شرق آسيا
ومن المقرر أن يتوجه أوباما صباح الجمعة إلى كوريا الجنوبية حيث سيكون التركيز على التطورات بين حليفته الآسيوية وكوريا الشمالية، وخصوصاً بعد زيادة التشنّج في الأيام الأخيرة بين الجارتين اللدودتين عقب ما إفادة سيول عن استعداد بيونغ يانغ لتجربة نووية رابعة، على أن ينتقل أوباما إلى ماليزيا في أول زيارة لرئيس أميركي لكوالالمبور منذ 1966، حيث سيلتقي برئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق، قبل أن يختتم جولته بزيارة الفيليبين في 28 نيسان.
ويضع خبراء هذه الجولة في إطار «ردم الهوات في شرق آسيا»، إضافةً إلى إعادة تركيز الولايات المتحدة سياستها الخارجية على دول هذه المنطقة بعد إبعادها من سلم الأولويات الأميركي؛ فعلى الرغم من تأكيدها دعم حلفائها الآسيويين والتعاون معهم، تنشغل واشنطن بملفات أخرى أهمها أخيراً الأزمة في أوكرانيا وعملية السلام الفلسطينية ــ الإسرائيلية. كذلك تكثر التساؤلات عن كيفية توفيق الولايات المتحدة بين طمأنة طوكيو إلى صلابة الالتزام الأميركي بمصالح اليابان حيث يتمركز 50 ألف جندي أميركي، وفي الوقت عينه طمأنة بكين، الشريك السياسي والتجاري والمالي المهم للولايات المتحدة، إلى أن السياسة الأميركية الإقليمية لا تهدف إلى احتوائها.
(أ.ف.ب، الأناضول، رويترز)