بعد انتهاء جولة المفاوضات الثالثة بين إيران ودول الـ«5+1» في فيينا، وفي تصريح أدلى به إلى صحيفة «استاندارد» النمسوية، رأى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الأبحاث والتطوير في البرنامج النووي الإيراني آلية علمية، مؤكداً أنه لا يمكن تقييد العلم والفكر، في وقت لمّحت فيه موسكو إلى أن المسائل الخلافية في المفاوضات تطال مستقبل تخصيب اليورانيوم ومفاعل آراك ورفع العقوبات.
وفي ردّه على سؤال عن الأمر الذي يجعله واثقاً من التوصل إلى اتفاق نووي، قال «إننا لا نملك أسلحة نووية ولا نسعى وراءها، لذا فإنني لا أتصور أن يكون التوصل إلى اتفاق نووي أمراً صعباً»، مؤكداً أن «إيران هي من يوفّر أرضية الاتفاق».
وتابع وزير الخارجية الإيراني أن «لنا هاجس الحقوق النووية الإيرانية من جانب وتبديد الهواجس تجاه البرنامج النووي الإيراني من جانب آخر». وأكد ظريف أن برنامج العمل المشترك يوفر للطرفين الإطار اللازم للوصول إلى الاتفاق النووي، معتبراً الوصول إلى مثل هذا الاتفاق بحاجة إلى إرادة سياسية والابتعاد عن المواقف المتشددة.
في السياق نفسه، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف توافر إمكانية للتوصل إلى اتفاق شامل بين إيران والسداسية الدولية قبل العشرين من تموز المقبل.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن ريابكوف قوله «إن أصعب المسائل التي ستواجه المفاوضات بين إيران والسداسية تتعلق بمستقبل تخصيب اليورانيوم ومفاعل آراك ورفع العقوبات».
أعلن ريابكوف
إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل

في هذا الوقت، أرجعت نائبة وزير الخارجية الأميركي ورئيسة وفد الولايات المتحدة في المفاوضات بين إيران والقوى الغربية الست، ويندي شيرمان، السبب الرئيس في عقد المفاوضات في العاصمة النمسوية فيينا، إلى طلب الإيرانيين إجراء المفاوضات في مدينة تحتضن أحد مقار منظمة الأمم المتحدة باعتبار أن المفاوضات تجري تحت وصاية الأمم المتحدة. وأضافت شيرمان موضحة أن المحادثات الإيرانية الغربية لا تتوقف وغير محصورة في المواعيد المعلنة لاجتماعات رؤساء الوفود، مؤكدةً أن هناك محادثات يومية تجري بين عواصم الدول المشاركة في المفاوضات وكذلك بين الخبراء المعنيين من جانب والخبراء الإيرانيين على الجانب الآخر «بهدف البحث عن حلول تقنية وفنية للمخاوف التي تثير قلق المجتمع الدولي». وأكدت أن «المحادثات معقدة وكثيرة التفاصيل من النواحي الفنية، وهو ما يجعلنا نعود دائماً إلى الخبراء المعنيين»، الأمر الذي جعلها ترفض تحديد رقم للمشاكل العالقة في المفاوضات مع الإيرانيين.
من جهة أخرى، كتب القائد السابق لقوات الأطلسي والمدير السابق للاستخبارات الأميركية دايفيد بترايوس مقالاً مشتركاً مع فانس شيرشوك في صحيفة «واشنطن بوست» بعنوان «على واشنطن التخطيط لما بعد الاتفاق مع إيران»، توقعا فيه أن يمهد «الاتفاق النووي لانفراج في العلاقات بين طهران وواشنطن. لكن رفع العقوبات قد يقوّي قدرة إيران على إظهار تأثيرها في المنطقة، بما يشمل سوريا ولبنان والعراق والخليج وفلسطين».
وأشار الكاتبان إلى أن «الولايات المتحدة وحلفاءها قد يصبحون في مواجهة منافس يتمتع بموارد أفضل وربما أكثر خطورة»، لافتين إلى أن «هذا لا يعني التخلي عن الدبلوماسية. لكن يجب الاعتراف بأن هناك مبادلات حقيقية يشملها الاتفاق، وبتمهيد الطريق لتخفيفها. لذلك يجب النظر في بعض الخطوات».
وبرأي الكاتبين، فإن «على واشنطن تكثيف الحوار مع حلفائها العرب والإسرائيليين لتطوير تفاهم مشترك حول كيفية التعامل مع دولة إيرانية قوية اقتصادياً عقب الاتفاق. ثم على واشنطن النظر بشدة في موقعها في سوريا». وأشارا إلى أن «التقارير قالت إن إدارة أوباما تنظر في أساليب دعم المعارضة في سوريا. هذا قد يعكس الاعتراف بأن جهداً أكبر هو المطلوب لعكس واقع ساحة المعركة، الذي تحقق بجزء كبير منه بفضل المساعدة الإيرانية».
(الأخبار)