حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كييف من عواقب ما قد تقوم به في شرق أوكرانيا، ملوّحاً بأن دعم موسكو الاقتصادي لها «لن يستمر إلى الأبد»، في وقت لمّحت فيه الحكومة الأوكرانية إلى أنها ستستخدم القوة لحل المشكلة الانفصالية في هذه المنطقة. وقال بوتين، خلال لقائه بأعضاء الحكومة الروسية برئاسة ديمتري مدفيديف: «آمل أن لا تقوم كييف بأفعال لا يمكن تعويضها».
وذكر بوتين أن روسيا تقدم الدعم لاقتصاد أوكرانيا باستثمار مليارات الدولارات، على الرغم من عدم اعترافها بنظام كييف، مؤكداً أن هذا الدعم «لن يستمر إلى الأبد»، منتقداً في الوقت نفسه الدول الغربية؛ لأنها لم تقدم دولاراً واحداً لأوكرانيا، رغم اعترافها بالنظام الحاكم في كييف.
من جهته، أفاد رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف، بأن حجم ديون أوكرانيا لروسيا بلغت 16.6 مليار دولار، معظمها مستحقات بيع الغاز الطبيعي، مشيراً إلى عدم التزام أوكرانيا شروط الاتفاق المبرم بهذا الخصوص، وإلى أن لشركة «غاز كروم» الحق في استخدام نظام الدفع المسبق.
وفي السياق، أعلن وزير خارجية ألمانيا، فرانك فالتر شتاينماير، إمكانية عقد أول اجتماع لمجموعة الاتصال الدولية الذي يهدف إلى جمع روسيا وأوكرانيا على طاولة واحدة لإيجاد حل سياسي للأزمة الأوكرانية.
وأكد شتاينماير، خلال حديثه في جلسة البرلمان الألماني، أنه «يجب أن ننجح في المرحلة القادمة»، «ويجب أن ننجح في عقد لقاء مباشر بين روسيا وأوكرانيا».
من جهتها، اتهمت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل روسيا بأنها لا تتخذ الخطوات اللازمة لتخفيف الأزمة المتعلقة بأوكرانيا. وقالت، في كلمة ألقتها أمام البرلمان: «سنواصل فعل ما كنا نفعله. نواصل الحوار من ناحية، لكن نوضح من ناحية أخرى أن وجهة نظرنا هي أن أوكرانيا لها الحق في اختيار طريقها. نحن نطالب بذلك. يتعين أن تقرر أوكرانيا مستقبلها».
في غضون ذلك، أكد وزير الداخلية الأوكراني، أرسين أفاكوف، أن حكومة بلاده لا تستبعد استعمال القوة لحل الأزمة في شرق البلاد.
وقال أفاكوف إن الوضع في تلك المنطقة حيث يسيطر انفصاليون مؤيدون لروسيا على مباني حكومية في مدينتين على الأقل، سيحل خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة، «وستستخدم القوة إذا أخفقت المفاوضات».
في السياق، أعلن نشطاء مسلحون يتحصنون داخل مبنى أمن الدولة في مدينة لوهانسك بشرق أوكرانيا منذ أيام أنهم «الأمل الأخير» لأوكرانيا. وخاطب فيتالي، الذي يصف نفسه بأنه قائد المجموعة، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد ذلك طالباً منه المساعدة قائلاً: «السيد بوتين، ارحم مقاتليك. اذا فقدتنا ستخسر آخر أمل في توفير جار جيد».
وأعلنت أجهزة الأمن الأوكرانية أنه أُطلق سراح 56 شخصاً من اصل ستين «رهينة» تحتجزهم هذه المجموعة.
في غضون ذلك، سعت موسكو أمس لتهدئة مخاوف كييف والغرب بشأن وجود قوات روسية قرب الحدود مع أوكرانيا، ونفت أنها تفكر في غزو شرق البلاد.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان: «ليست لدى الولايات المتحدة والغرب أي أسباب للقلق. روسيا قالت عدة مرات إنها لن تشن أي نشاط غير عادي وغير مخطط له سابقاً على أراضيها قرب الحدود مع أوكرانيا ذي أهمية عسكرية».
إلى ذلك، شككت الولايات المتحدة في النتائج التي قد تنجم عن اجتماع رباعي مع روسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي في الأسبوع المقبل في أوروبا لمحاولة حل الازمة الأوكرانية.
وقالت مساعدة وزير الخارجية لشؤون أوروبا فكتوريا نولاند: «في الواقع، ليست لدينا توقعات كبرى من هذه المحادثات، لكننا نعتقد أنّ من المهم جداً إبقاء باب الدبلوماسية مفتوحاً».
وقال مصدر أوروبي إن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي سيلتقون يوم 16 الجاري في بروكسل لبحث تطورات الأوضاع في شرق أوكرانيا وإمكانية توسيع قائمة العقوبات ضد روسيا.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول، رويترز)