نفذ رئس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، الذي تفيد المعلومات بأنه سيزور إسرائيل قريباً، تهديده وأغلق موقع «يوتيوب»، أمس، بعد تسريب تسجيلات لمسؤولين اتراك تتعلق بخطط حرب حيال سوريا، التي كانت محور محادثات أجراها مستشار لبنيامين نتنياهو في أنقرة الاثنين.وذكرت هيئة الاتصالات التركية أمس أنها اتخذت «إجراء إدارياً» ضد موقع «يوتيوب» لمشاركة مقاطع الفيديو على الانترنت من دون أن تقدم الهيئة مزيداً من التفاصيل في هذا الشأن.

وأوضحت صحيفة «حرييت» التركية على موقعها أن القرار المتعلق بيوتيوب نقل إلى خوادم الانترنت والنظام العالمي للاتصالات الخلوية (جي اس ام) في تركيا.
وجاء القرار اثر نشر تسجيل محادثة هاتفية تحدث فيها اربعة من المسؤولين الاتراك، بينهم وزير الخارجية احمد داوود اوغلو، ورئيس الاستخبارات حقان فيدان، عن عملية عسكرية محتملة في سوريا أمس على الموقع.
من جهتها، قالت شركة «غوغل» المالكة لموقع «يوتيوب» إنها تنظر في تقارير بأن مستخدميها في تركيا لا يستطيعون الدخول على الموقع.
وقال المتحدث باسم الشركة، في بيان بالبريد الالكتروني، «نتابع تقارير تفيد بأن بعض المستخدمين لا يستطيعون الدخول على «يوتيوب» في تركيا. ما من مشكلة فنية من جانبنا، وننظر في الأمر».
إغلاق موقع «يوتيوب» أمس جاء بعد اسبوع على قرار الحكومة حجب موقع «تويتر»، وبعد يوم من قرار المحكمة الادارية في البلاد إبطال القرار.
وفي السياق، رفضت محكمة الصلح الخامسة في اسطنبول أمس الطعن الذي قدمه محامي شركة «تويتر»، لقرار الحجب الاحترازي في تركيا.
من جهة أخرى، كشفت صحيفة «طرف» التركية أمس أن مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للشؤون الأمنية ديفيد مايدين قام بزيارة سرية ومهمة جداً إلى أنقرة، التقى خلالها رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية التركية هاكان فيدان وبعضا من المسؤولين الحكوميين. وأضافت الصحيفة أن مايدين جاء أنقرة سراً الأثنين بعد يوم من إسقاط الطائرة السورية من قبل الطائرات التركية. وقالت الصحيفة إن المباحثات تناولت تطورات الأزمة السورية بالتفصيل، إضافة إلى الوضع في المنطقة الكردية السورية، والتنسيق والتعاون المشترك في مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك موضوع الغاز الطبيعي شرق الأبيض المتوسط. ونقلت الصحيفة عن مصادر خاصة أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان سيزور إسرائيل قريباً، بعد عودة السفير التركي إلى تل أبيب، والإسرائيلي إلى أنقرة. وأضافت إن هذه هي الزيارة المهمة الثانية لمسؤول أمني إسرائيلي الى أنقرة خلال عام، حيث سبق لرئيس الموساد تأمير باردو ان زار أنقرة سراً خلال احداث تقسيم في اسطنبول، بداية حزيران الماضي.
التقارير الصحافية التي أشارت إلى قرب التوصل إلى حل بين أنقرة وتل أبيب، أكدتها تصريحات لوزير الخارجية التركي احمد داوود أوغلو، الذي كشف أن تركيا وإسرائيل احرزتا «تقدماً كبيراً» على طريق التوصل إلى اتفاق. وقال داوود أوغلو، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، إن «الهوة التي كانت تباعد بين الطرفين تقلصت. تحقق تقدم كبير، لكن ما زال يتعين على الطرفين أن يلتقيا مرة أخرى للتوصل إلى اتفاق نهائي».
وكشف أنه بموجب الاتفاق، فإن إسرائيل ستدفع تعويضاً عن الاتراك الذين قضوا في الهجوم الإسرائيلي على سفينة مرمرة، التي كانت متوجهة إلى غزّة في 2010، موضحاً أن حكومة بلاده تنتظر رداً من تل أبيب على المطالب التركية.
ورفض داوود أوغلو التحدث عن احتمال تطبيع العلاقات بين البلدين. وقال «المهم هو التوصل إلى اتفاق. اما التدابير التي يتعين اتخاذها في وقت لاحق، فتناقش في وقت لاحق».
لكن الوزير التركي تطرق إلى اجراء محادثات مع إسرائيل حول رفع العقوبات المفروضة على غزّة.
وكان نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج قد أعلن الثلاثاء الماضي أنه يمكن توقيع اتفاق رسمي بين البلدين «بعد الانتخابات» البلدية يوم الاحد المقبل.
وفي السياق، استأنفت محكمة الجنايات السابعة في مدينة إسطنبول أمس الجلسة الثامنة للدعوى القضائية المتعلقة بالهجوم على سفينة «مرمرة». ويحاكم غيابياً في القضية أربعة من القادة السابقين في الجيش الإسرائيلي، بتهمة التورط في الهجوم الدامي على السفينة التركية، وهم: رئيس هيئة أركان الجيش السابق غابي أشكينازي، والقائدان السابقان لسلاحي البحرية والجو: أليعازر ألفرد ماروم وأفيشاي ليفي، والرئيس السابق لجهاز الاستخبارات عاموس يادلين، وتوجه إليهم جميعاً تهمة التورط في الهجوم على السفينة.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)