أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الولايات المتحدة وأوروبا «متحدتان» لجعل روسيا «تدفع ثمناً» بعد تدخلها في أوكرانيا، في وقت حذرت فيه دول مجموعة السبع روسيا من أنها مستعدة لتشديد العقوبات بحقها في حال تصعيد الوضع في أوكرانيا. ورأى أوباما في حديث إلى الصحافيين إثر لقاء مع رئيس وزراء هولندا مات روته، في أمستردام أمس، أن «أوروبا والولايات المتحدة متّحدتان في دعم الحكومة والشعب الأوكرانيين، ونحن متحدون لجعل روسيا تدفع ثمناً بسبب الأعمال التي قامت بها حتى الآن».
كذلك دعا أوباما نظيره الصيني شي جينبينغ، خلال لقاء جمعهما أمس، إلى المساعدة في ملف أوكرانيا تطبيقاً لمبادئه في الدفاع عن سيادة الدول.
وقال معاون مستشار أوباما لشؤون الأمن القومي، بن رودس، إن «مصالح الصين يجب أن تقودها للعمل معنا على خفض حدة التوتر (في ملف أوكرانيا) بشكل يحترم سيادة ووحدة أراضي» البلاد.
وكان البيت الأبيض أعرب في وقت سابق أمس عن شعوره «بقلق شديد» حيال مخاطر التصعيد الناجم عن وجود قوات روسية على الحدود الاوكرانية، كما أكد مستشار قريب للرئيس الأميركي باراك أوباما.
من جهتها، أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جرى أول من أمس، عن استياء بلادها من الحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن سيبيرت: «إن ميركل أشارت أيضاً في المكالمة الهاتفية التي أجرتها أمس إلى الوضع في مولدوفا، مؤكدةً ضرورة عدم تطور الأمور بشكل يؤدي إلى زعزعة الاستقرار».
من جهة أخرى، حذرت دول مجموعة السبع روسيا أمس من أنها مستعدة لتشديد العقوبات بحقها في حال تصعيد الوضع في أوكرانيا، وذلك في بيان مشترك إثر اجتماع طارئ في لاهاي أمس.
وإذ أكدت تعليق اجتماعات مجموعة الثماني حتى تغير موسكو موقفها من الوضع في أوكرانيا، وقرارها أيضاً نقل الاجتماع الذي كان منوياً عقده في سوتشي الروسية في حزيران المقبل إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، حذرت الدول السبع من «عقوبات قطاعية منسقة سيكون لها تداعيات أكبر على الاقتصاد الروسي في حال واصلت روسيا هذا التصعيد».
موقف الدول الثماني ردّ عليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه لا يرى «مأساة كبيرة» في حال إخراج موسكو من مجموعة الثماني.
وصرح لافروف للصحافيين، عقب إجرائه محادثات منفصلة مع نظيره الأميركي جون كيري ووزير الخارجية الأوكراني اندري ديشتشيستا، «إذا اعتقد شركاؤنا الغربيون أن هذه الصيغة (مجموعة الثماني) لم تعد مناسبة، فليكن. فنحن لا نحاول التمسك بهذه الصيغة ولا نرى مأساة كبيرة إذا لم تجتمع مجموعة الثماني».
في هذ الوقت منعت روسيا أمس 13 مسؤولاً كندياً من دخول أراضيها، بينهم مستشارة رئيس الوزراء الكندي لشؤون الدفاع والسياسة الخارجية كريستين هوغان ومدير مكتبه واين وتيرز، رداً على عقوبات اعتمدتها أوتاوا ضد موسكو بسبب سياستها حيال أوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن «هذا الإجراء يطبّق رداً على خطوات غير مقبولة من الجانب الكندي».
وفي أول تعليق لها، وصف المتحدث باسم وزير الخارجية الكندي جون بيرد الإجراءات الروسية بأنها «مثيرة للقلق».
في غضون ذلك، أعلن الرئيس الأوكراني بالوكالة، رئيس البرلمان ألكسندر تورتشينوف أمس، أن مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني اتخذ قراراً بسحب الجنود الأوكرانيين من شبه جزيرة القرم، وتكليف وزير الدفاع بالإشراف على المهمة.
وفي السياق، أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان لها أن روسيا تحتجز ما يقارب من 80 جندياً أوكرانياً في قاعدة «فيوديسيا» في شبه جزيرة القرم.
وكان زورق روسي قد هاجم في وقت سابق من أمس سفينة الإنزال الأوكرانية كونستيانتين أولشانسكي الراسية في بحيرة دونوزلاف، غرب شبه جزيرة القرم، حسبما أفادت وكالة «فرانس برس».
وفي السياق، وصل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى شبه جزيرة القرم لتفقّد الوحدات العسكرية هناك، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الروسية «ريا نوفوستي».
وذكرت الوكالة أن شويغو التقى جنوداً أوكرانيين قرروا الانضمام إلى الجيش الروسي، مؤكداً أنهم سيحصلون على كل الحقوق الاجتماعية وفق القانون الروسي، وأن باستطاعتهم الخدمة في جميع الوحدات العسكرية والأساطيل التابعة للجيش الروسي في جميع أنحاء البلاد.
من جانب آخر، أعلن رئيس وزراء القرم سيرغي اكسيونوف على حسابه في «تويتر» أمس اعتماد الروبل في شبه الجزيرة، إلا أن المصارف والمحال التجارية تواصل استخدام العملة الأوكرانية بشكل شبه حصري.
إلى ذلك، أفادت وكالة «إيتار – تاس» الروسية بأن مفتشين فرنسيين سيقومون في الفترة ما بين 24 و28 آذار الجاري بطلعة جوية تفقدية فوق الأراضي الروسية والبيلاروسية في إطار اتفاقية «السماء المفتوحة».
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)




أشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى أن الأحداث الأخيرة في أوكرانيا يمكن أن تؤثر سلباً على حظر انتشار الأسلحة النووية وعواقب بعيدة المدى على الأمن الإقليمي. وقال بان كي مون خلال قمة الأمن النووي المنعقدة في لاهاي أمس، إن انضمام أوكرانيا إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية كان قد بني على شرط توافر ضمانات أمنية لها، إلا أن موثوقية الضمانات التي قدمت لأوكرانيا قد قوّضت بشكل خطير بسبب الأحداث.
(الأخبار)