عشية قمة أوروبية حاسمة اليوم، دعت بريطانيا إلى سحب عضوية روسيا من مجموعة الثماني الكبار، فيما أكدت الولايات المتحدة أنها ستدافع عن أي عضو في حلف شمالي الأطلسي إذا تعرّض لاعتداء، محذرة موسكو من «طريق أسود» إلى العزلة، بسبب أفعالها في أوكرانيا.
وجاء الكلام الأميركي أثناء زيارة نائب الرئيس الأميركي جون بايدن لعاصمة ليتوانيا في إطار رحلة سريعة، لطمأنة دول البلطيق التي تشعر بالقلق من روسيا، وليتوانيا وأستونيا ولاتفيا هي أعضاء في الحلف الأطلسي.
وقال بايدن للصحافيين «نودّ أن نوضح أننا نقف بحزم مع حلفائنا في البلطيق لتأييد الشعب الأوكراني في مواجهة العدوان الروسي»، مضيفاً «طالما واصلت روسيا السير في هذا الطريق الأسود، ستواجه عزلة سياسية واقتصادية متزايدة».
كما أعلن بايدن أن الولايات المتحدة قد ترسل قوات إلى دول البلطيق وفقاً لنظام مداورة، بهدف طمأنة هذه الدول السوفياتية السابقة التي أثار قلقها إلحاق القرم بروسيا. من جهتها، حذّرت بريطانيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، من أن روسيا قد تواجه طرداً دائماً من مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى، إذا اتخذ الكرملين خطوات إضافية ضد أوكرانيا.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للبرلمان «الاستفتاء الذي أجري في القرم غير قانوني وغير مشروع. طُبخ في عشرة أيام وتم على فوهات بنادق الكلاشينكوف الروسية. وهذا أمر لا يمكن أن يقبله المجتمع الدولي أو أن يضفي الشرعية عليه». وأضاف «أعتقد أنه يتعين علينا مناقشة ما إذا كان علينا طرد روسيا نهائياً من مجموعة الثماني إذا اتخذت المزيد من الخطوات».
يذكر أن المحكمة الدستورية الروسية صادقت أمس بالإجماع على معاهدة ضم شبه جزيرة القرم لروسيا، التي وقّعها أول من أمس الرئيس فلاديمير بوتين.
في هذا الوقت، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية في بيان، أمس، أن إلغاء زيارة رئيس المجلس الأوروبي، هيرمان فان رومبوي، لموسكو يدل على عدم رغبة الاتحاد الأوروبي في معرفة الحقيقة عن الأحداث الأخيرة في أوكرانيا. وأوضحت الوزارة أن فان رومبوي أبدى رغبته في القيام بزيارة عاجلة لروسيا الاثنين الماضي، وذلك من أجل الاستماع إلى الموقف الروسي إزاء الأزمة في أوكرانيا ورؤية موسكو بشأن سبل الخروج من الوضع المتدهور. وتابعت الوزارة إن طلب فان رومبوي بشأن زيارة روسيا، جاء قبيل قمة الاتحاد الأوروبي المقررة نهاية الأسبوع الجاري.
من جهته، يزور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون موسكو اليوم، حيث يلتقي الرئيس فلاديمير بوتين، ثم يتوجه غداً إلى كييف.
في غضون ذلك، مُنع النائب الأول لرئيس الوزراء الأوكراني فيتالي ياريما ووزير الدفاع أيغور تينيوك، من دخول جمهورية القرم، التي توجّها إليها لإجراء مباحثات لوضع حد للتوتر في المنطقة، وضمان عدم عودة الاشتباكات المسلّحة إليها. وأوضحت وزيرة السياسة الاجتماعية الأوكرانية لودميلا دينيسوفا، أن المسؤولَين مُنعا من دخول القرم، وجراء ذلك اتخذ قرار بعقد اجتماع لمجلس الأمن والدفاع الأوكراني اليوم لمناقشة الوضع في القرم. من جانب آخر، أفاد رئيس وزراء جمهورية القرم المستقلة عن أوكرانيا من طرف واحد، سيرغي أكسينيف، في تصريح صحافي، بأنه لن يتم السماح للمسؤولين الأوكرانيين بدخول القرم، مشيراً الى أن لا أحد سيوافق على دخولهم إلى القرم، وستتم إعادتهم. في السياق، أفادت معلومات صحافية بأن القوات الروسية التي احتلت أمس المقر العام للبحرية الأوكرانية في سيباستوبول، سيطرت لاحقاً على القاعدة الأوكرانية في نوفوزيرني بغرب القرم. وغادر نحو خمسين جندياً أوكرانياً القاعدة، في ظل مراقبة الجنود الروس، فيما رفع عناصر فرقة موالية لموسكو العلم الروسي عليها.
وقال مساعد قائد القاعدة إن عناصر الفرقة الموالية لموسكو كانوا أول من دخلوا القاعدة، مضيفاً إن الجنود الأوكرانيين لم يظهروا مقاومة رغم أنهم مسلحون و«لم يصب أحد».
في الوقت نفسه، أفاد رئيس وزراء القرم سيرغي أكسيونوف، أمس، بأن سلطات سيمفيروبول تبحث عن قناص أطلق النار على عسكريين أوكرانيين وكتائب الدفاع الذاتي أول من أمس. وأضاف أكسيونوف إن إطلاق النار صدر عن نقطة واحدة، واصفاً إياه بأنه يشبه في الأسلوب ما وقع في «الميدان».
إلى ذلك، أعلن الرئيس الروسي أن روسيا ستبني جسراً بين أراضيها وشبه جزيرة القرم، وقدّرت الحكومة تكلفة هذا المشروع بثلاثة مليارات دولار.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول، رويترز)