هدد الجيش التايلاندي باستخدام القوة، مندداً بأعمال العنف السياسي، وذلك بعدما توفيت طفلة (6 أعوام)، أمس، متأثرة بجروحها خلال هجوم بالقنابل اليدوية، راح ضحيته أيضاً شقيقها (4 أعوام) وامرأة (59 عاماً)، في وقت غادرت فيه رئيسة الوزراء التايلاندية ينجلوك شيناوترا العاصمة بانكوك إلى مدينة أخرى، مستبعدةً تقديم استقالتها.
وفي تصريح تلفزيوني نادر، قال قائد جيش البر برايوت شان - أو - شا أمس «بمرور الأيام، ستزداد أعمال العنف حتى يصبح من المتعذر وقفها»، لافتاً إلى أنه «يجب أن يتحمل المسؤولية طرف ما، لكن هذا لا يعني أن الجنود يمكنهم التدخل دون العمل في إطار القانون».
وأكد أنه في حال استمرار الأزمة «ستنهار البلاد، ولن يكون هناك غالبون أو مغلوبون»، محذراً من أن الجيش لا يريد استخدام القوى، لكنه «ليس خائفاً من القيام بواجبه».
وهذه هي المرة الأولى منذ اندلاع الأزمة السياسية في تايلاند التي يقتل فيها أطفال، ما حمل منظمة اليونيسف أمس على توجيه نداء طالبت فيه بأن «تخلو المناطق المحيطة بالمتاريس من الأطفال». ولم يتضح على الفور من يقف وراء الهجوم الذي وقع أول من أمس في منطقة تسوق مزدحمة، لكن الاستقطاب الذي يسود المجتمع التايلاندي يثير احتمال نشوب اقتتال أهلي على نطاق أوسع. وتبادل الجانبان الاتهامات بالتحريض على العنف. وأنحى كل من المحتجين والشرطة باللوم في العنف على طرف ثالث.
وحضرت شيناوترا معرضاً للتجارة في منطقة سارابوري التي تبعد 100 كيلومتر إلى الشمال من بانكوك، ودعت إلى الحوار، قائلة للصحافيين «حان الوقت لكي تتحدث كل الأطراف إلى بعضها البعض... طلب كثيرون مني الاستقالة، لكنني أسأل: هل الاستقالة هي الإجابة؟ وكيف ستكون الحال إذا خلقت فراغاً في السلطة؟».
وقال مكتب رئيس الوزراء إن شيناوترا ينجلوك تمارس عملها من خارج العاصمة، من دون أن يحدد منذ متى وهي خارج العاصمة.
وكانت آخر مرة تشاهد فيها علانية في بانكوك منذ أسبوع، حيث كان يطاردها هي ووزراء آخرين محتجون مناهضون للحكومة ومزارعون غاضبون لأنهم لم يحصلوا على مستحقاتهم المالية بموجب مشروع دعم الأرز.
ومن المقرر أن تحضر جلسة في بانكوك تتعلق بالفساد يوم الخميس المقبل.
وقال وزير الخارجية سورابونج توفيتشاكتشايكول إن شيناوترا ستعقد اجتماعاً للحكومة اليوم، موضحاً للصحافيين «من المرجح جداً أن تعقد اجتماع الحكومة خارج بانكوك».
وباتت حصيلة هذه الأزمة المستمرة منذ حوالى أربعة أشهر 21 قتيلاً وحوالى 700 جريح، بعدما توفي أمس شرطي أصيب برصاصة في رأسه خلال مواجهات الأسبوع الماضي مع المتظاهرين الذين يطالبون باستقالة شيناوترا.
(أ ف ب، رويترز)