تضاربت المعلومات ليل أمس بشأن توصل وفد الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق مع رئيس اوكرانيا فيكتور يانوكوفيتش لإيجاد حل للأزمة يقضي بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وفي حين شددت روسيا والولايات المتحدة الأميركية وألمانيا على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على كييف، رافضاً الاتهامات له بتأجيج الوضع في أوكرانيا.
وليلاً بدت الأمور تتجه نحو الحلحلة بعد يوم دام سقط خلاله 47 قتيلاً، مع إعلان رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك أن وزراء خارجية الترويكا الاوروبية حصلوا من الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، في اجتماع استمر لخمس ساعات متواصلة، على موافقته على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة هذا العام، وعلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في غضون عشرة أيام.
ولكن تاسك نفسه ترك هامشاً كبيراً للتشاؤم باستدراكه قائلاً «غير أن تجاربنا تقول لنا إن التعهدات التي تلتزم بها الإدارة الأوكرانية نادراً ما يتم احترامها»، مضيفاً أن «أحداث الليلة الماضية وهذا الصباح أثبتت أن السيناريو الأسوأ الذي كنا نخشاه، أي سيناريو حرب أهلية، هو للأسف حقيقي للغاية».
وفيما لم تكن بعد تصريحات تاسك تأخذ حيّزاً في الاعلام، سارعت أوساط وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى الاعلان أنه لم يتم التوصل بعد إلى أي اتفاق للخروج من الأزمة، حتى وإن كان الرئيس فيكتور يانوكوفيتش قدم تنازلات، مشيرةً إلى اجتماع جديد سيعقد بين الأخير ووزراء الترويكا الاوروبية (فرنسا، ألمانيا، بولندا).
من جانبه، قال أحد قادة المعارضة الاوكرانية فيتالي كليتشكو، في ختام اجتماع مع وزراء خارجية الترويكا في كييف، «حتى الساعة ليست هناك أي نتيجة». بدوره، قال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، في تغريدة على حسابه على موقع «تويتر»، إنه «تم تحقيق تقدم» في الاجتماعات التي أجرتها الترويكا في جنيف مع كل من الرئيس الأوكراني وقادة المعارضة، غير أنه أضاف أنه «لا تزال هناك تباينات كبيرة».
وكان المكتب الصحافي للرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش أعلن التوصل إلى هدنة مع المعارضة، وبدء عملية المفاوضات من أجل وقف سفك الدماء وضمان الاستقرار في البلاد، مشيراً إلى أن التوصل إلى ذلك جرى خلال مفاوضات زعماء المعارضة مع الرئيس يانوكوفيتش ليل الأربعاء الخميس. وقد أعلن القيادي في حزب «باتكيفشينا» (الوطن) المعارض، أرسيني ياتسينيوك، في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للحزب، أن السلطات الأوكرانية تخلّت عن خططها لتفريق المحتجين المعتصمين في ميدان الاستقلال وسط كييف. وأضاف أن الطرفين اتفقا على إعلان الهدنة وبدء مفاوضات من أجل استعادة استقرار الوضع، في وقت رفضت فيه القوى القومية المتطرفة في صفوف المعارضة الأوكرانية اتفاق الهدنة، مؤكدةً استمرار تقدم الشعب المحتج.
وفي سياق متصل، تناولت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأحداث التي تشهدها أوكرانيا، في اتصالين هاتفيين أجرتهما مع كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتبحث معهما سبل حل تلك الأزمة التي تشهدها البلاد منذ عدة شهور.
وذكر الناطق باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، في بيان له، أن المستشارة الألمانية قدمت لأوباما وبوتين معلومات عن المفاوضات التي يجريها وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبولندا في العاصمة الأوكرانية كييف حالياً.
وأشار الناطق باسم الحكومة إلى أن الأطراف الثلاثة، ميركل وأوباما وبوتين، متفقون على ضرورة وقف نزيف الدماء، والتوصل إلى حل سياسي في أسرع وقت ممكن.
وكانت المستشارة الألمانية قد أجرت اتصالاً هاتفياً ظهر أمس بالرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش، وطلبت منه وقف العنف فوراً، واستئناف المفاوضات مع المعارضة من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة.
بدوره، ذكر المكتب الإعلامي للكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث الأزمة السياسية في أوكرانيا باتصالين هاتفيين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون.
وأوضح بيان صادر عن الكرملين أن بوتين ركّز على أهمية وقف إراقة الدماء فوراً وضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل تحقيق الاستقرار ووضع حد للهجمات الإرهابية والمتطرفة. وأعرب الرئيس الروسي عن قلقه الشديد حيال التصعيد الحاد للمواجهة المسلحة في أوكرانيا، محمّلاً الجناح الراديكالي المسؤولية عن هذا التصعيد.
في سياق متصل، أعلنت المفوضة الأوروبية العليا للسياسية الخارجية والأمن كاثرين آشتون أن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اتفقوا على فرض عقوبات على أوكرانيا. وحسب المعطيات المتوافرة، فإن الاتحاد الأوروبي قرر حظر دخول الاتحاد الأوروبي على عدد من المسؤولين الأوكرانيين وتجميد حساباتهم، إضافة إلى حظر تصدير الأسلحة والمعدات العسكرية والأمنية إلى أوكرانيا. ورفضت آشتون تحميل الاتحاد الأوروبي مسؤولية تأجيج العنف في أوكرانيا، مشيرةً إلى أن مجلس الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية دعا السلطات الأوكرانية والمعارضة إلى فتح حوار حقيقي للجميع من أجل وقف التصعيد وإيجاد حل سياسي، مؤكدةً أن الرئيس فيكتور يانوكوفيتش هو الذي يتحمل المسؤولية عن ذلك في المقام الأول.
وقالت المسؤولة الأوروبية إن الاتحاد الأوروبي لا يتخلى عن توقيع اتفاقية الشراكة مع أوكرانيا. كذلك أكدت آشتون ضرورة إجراء تحقيق مستقل حول الوضع في أوكرانيا ومعاقبة المسؤولين.
وكانت حصيلة القتلى قد ارتفعت إلى 75 قتيلاً منذ اندلاع الأحداث يوم الثلاثاء، مع سقوط 47 قتيلاً أمس، بحسب بيان لوزارة الصحة الأوكرانية.
إلى ذلك، أصدر البرلمان الأوكراني قراراً بسحب كافة قوات الأمن في البلاد ووقف عملة مكافحة الإرهاب والإفراج عن جميع المحتجزين وحظر إغلاق الطرق من قبل قوات الأمن.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)




مبعوث روسي للتوسط بين الحكومة والمعارضة

قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إرسال المفوض الروسي لحقوق الإنسان فلاديمير لوكين إلى كييف للتوسط في المفاوضات بين الحكومة والمعارضة.
قرار بوتين جاء بناءً على طلب الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، خلال اتصال مع بوتين أمس، إرسال مبعوث روسي إلى كييف.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، أمس، إن الرئيس الأوكراني طلب من نظيره الروسي إرسال مبعوث روسي إلى كييف للتوسط في المفاوضات بين الحكومة والمعارضة.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين أن لوكين يتمتع بخبرة دبلوماسية كبيرة، ونفوذاً في أوساط الحقوقيين، وكان يرأس سابقاً حزباً معارضاً كبيراً.
وفي ما يخصّ الالتزام الروسي بالدعم المادي لأوكرانيا، قال بيسكوف في حديث مع إذاعة «صدى موسكو» أمس، إن روسيا لا ترفض تقديم المساعدة المالية لأوكرانيا، لكنها تنتظر تسوية الأوضاع السياسية واستقرارها هناك أولاً.
(الأخبار)