انهار اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب السودان بعدما شنت قوات من المتمردين هجوماً عنيفاً على مدينة ملكال الغنية بالنفط وعاصمة ولاية أعالي النيل التي تقع تحت سيطرة الحكومة. واشتبكت القوات الحكومية مع المتمردين في معارك طاولت مناطق مختلفة من المدينة، في خرق صارخ للهدنة الموقعة في نهاية كانون الثاني.

وقال فيليب جيبن، المتحدث باسم حكومة ولاية أعالي النيل، لوكالة «رويترز»، إن المتمردين الموالين لنائب الرئيس السابق ريك مشار شنوا هجوماً صباح الثلاثاء، وإن قوات جيش جنوب السودان تخوض معارك في شمال وجنوب ووسط ملكال.
وكان المتحدث باسم جيش جنوب السودان، فيليب أغوير، وفقًا لصحيفة «سودان تربيون»، قد أكد أن المتمردين بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار يخططون لهجوم جديد على مدينة «ملكال» الاستراتيجية، ونفى ما تردد عن استخدامه القنابل العنقودية في قتاله ضد المتمردين بولاية «جونجلي».
من جانبها، ذكرت صحيفة «غارديان» البريطانية أن الهجوم الأخير الذي شنّه المتمردون يؤجج المخاوف بشأن أمن حقول النفط الشمالية في جنوب السودان، التي تمثل شريان الحياة لاقتصاد أحدث دولة في العالم، كما تزيد الاشتباكات أيضاًً الضغط على المعسكرين لإحياء محادثات السلام المتوقفة في إثيوبيا المجاورة. وأوضحت أن الصراع الذي بدأ منتصف ديسمبر الماضي، أودى بحياة آلاف المواطنين بجنوب السودان، وأجبر أكثر من 800 ألف مواطن على الفرار من البلاد.
وأضافت أن الصراع دفع جنوب السودان إلى خفض إنتاجه من النفط بمقدار الخمس، بحيث أصبح إجمالي الإنتاج 200 ألف برميل يوميًا، برغم أن إنتاج النفط يمثل 98% من عوائد حكومة جنوب السودان، مشيرةً إلى أن شركات النفط الأجنبية الموجودة بجنوب السودان جرى تعليق العمل بها منذ اندلاع الصراع.
وتتبادل حكومة الرئيس سلفا كير والمتمردون الموالون لمشار الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع في 23 كانون الثاني بوساطة دول شرق إفريقيا.
وحث ممثل الأمم المتحدة في جوبا، توبي لانزر، جميع الأطراف على حماية المدنيين.
وكان من المقرر استئناف محادثات السلام الأسبوع الماضي، لكنها تأجلت بعدما طلب المتمردون إطلاق أربعة سجناء سياسيين ما زالوا في قبضة الحكومة، وانسحاب الجيش الأوغندي الذي يدعم جيش كير من جنوب السودان.
ويعترف مسؤولون حكوميون بأنه من غير المرجح أن تحرز المفاوضات تقدماً حتى يُفرَج عن كبار الشخصيات السياسية. وتتهم الحكومة المعتقلين بمحاولة انقلاب.
(الأخبار)