أكد الرئيس الايراني حسن روحاني أن المرحلة الأولى من المفاوضات النووية مع مجموعة «5+1» حققت مكتسبات كبيرة، وذلك في موقف أكده وزیر الخارجیة الروسي سیرغي لافروف ونظیره الایراني محمد جواد ظریف، في اتصال هاتفي اعتبرا خلاله أن اتفاق جنيف «خطوة ناجحة».
وأكد رئيس الجمهورية الإيرانية خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء، أمس، «المتابعة الجادة لبرنامج الحكومة في تحقيق المطالب الوطنية واستمرار مفاوضات ايران مع دول مجموعة 5+1 من أجل صيانة الحقوق والمصالح الوطنية». وأضاف: «أن مكتسبات المرحلة الأولى من المفاوضات النووية الإيرانية كانت مكتسبات كبيرة وتحققت في ظل توجيهات قائد الثورة الاسلامية (علي خامنئي) وسياسة حكومة التدبير والأمل مع المحافظة على جميع القيم موضع قبول المجتمع والمحافظة على الحقوق النووية، وان غضب الصهاينة دليل على هذه النجاحات».
وفي اتصال هاتفي بين وزيري خارجية إيران وروسيا، تشاور الجانبان في شأن البرنامج النووي الایراني وتحقیق الخطوات اللازمة بما یتطابق مع اتفاق جنیف. ووصفا هذا الاتفاق الذي تم توقيعه في 24 تشرين الثاني بأنه «خطوة ناجحة».
وفي السياق، أعلن وزير الاقتصاد الروسي، الكسي اوليوكاييف، أمس أنه يعتزم زيارة إيران في نيسان للبحث في العلاقات الاقتصادية بين البلدين اللذين يُعِدّان اتفاقاً لتبادل النفط مقابل بضائع، في تحدّ للعقوبات الغربية.
وذكرت صحيفة «كومرسانت» الروسية في منتصف كانون الثاني الماضي، أن البلدين يتفاوضان في شأن اتفاق سيسمح لروسيا باستيراد 500 ألف برميل من النفط في اليوم من إيران مقابل بضائع.
من جهة ثانية، أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الايرانية، اللواء حسن فيروز آبادي، جهوزية القوات المسلحة في مواجهة أي عدوان احتمالي تشنّه اميركا واسرائيل ضد ايران، قائلاً «لو تم استهداف قواتنا من مكان ما سنستهدف جميع النقاط المرتبطة». واضاف إن ايران على استعداد وجهوزية تامة لخوض «حرب مصيرية مع أميركا والكيان الصهيوني»، مهدداً بأنه «سيتم ضرب القواعد الأميركية في المنطقة في حال استُخدِمت لشن هجوم على ايران».
في المقابل، رأى الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) مئير دغان أن «موضوع الهجوم على إيران يجب أن يخضع لنقاش شعبي»، نافياً أن يكون من حق رئيس الوزراء ووزير الدفاع اتخاذ قرار في شأنه.
وجاء كلام دغان في محاضرة ألقاها قبل أيام أمام منتدى «الصالون الدولي لتل أبيب» الذي يضم شخصيات شبابية من أصول أنغلوسكسونية.
ورداً على أحد الأسئلة، قال دغان إنه ورئيس الأركان في حينه، غابي أشكنازي، ورئيس لجنة الطاقة النووية «عارضنا جداً سياسة وزير الدفاع، إيهود باراك واعتقدنا أنه يجب الأخذ في الحسبان مسألة كم من الوقت يمكن (لهجوم إسرائيلي) أن يؤخّر البرنامج النووي الإيراني، وماذا سيحصل في اليوم التالي».
وأضاف: «في رأيي، إذا كنت توشك على اتخاذ قرار يورّط اسرائيل في حرب ضد ايران، اعتقد بأن هذا يجب أن يبحث ليس فقط في ديوان رئيس الوزراء. هذا أمر يجب بحثه في الجمهور الاسرائيلي».
وانتقد دغان منتقدي مواقفه السابقة التي عبّر فيها عن معارضته لأي هجوم على إيران، قائلاً: «اعتقدت بأن هناك خطوات أراد رئيس الوزراء ان يتخذها، في رأيي كان من شأنها أن تؤدي الى حرب». وتابع: «انا الذي خبرت الحروب، أقول لكم، هذا قرار يجب أن يتخذ في الحكومة. الجيش ليس تحت قيادة رئيس الوزراء، بل تحت قيادة الحكومة. ويوجد فرق. ولائي ليس لرئيس الوزراء. ولائي هو لدولة اسرائيل. أنا مواطن وبصفتي هذه أعرض موقفي في كل مكان يمكنني فيه أن اعرضه». ورأى دغان أن إيران «مشكلة خطيرة جداً وجدية جداً». وهاجم نتنياهو لأنه «جعلها مشكلة إسرائيلية» من خلال «الضجيج الكبير الذي أحدثناه».
الى ذلك، أعلن وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجارالله، أن بلاده تقيم علاقات «ممتازة وتاريخية» مع إيران التي يشوب التوتر علاقاتها مع بعض دول الخليج، مؤكدة في الوقت نفسه التنسيق مع طهران في مسائل أمنية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن الجارالله قوله خلال حضوره حفلاً في سفارة ايران لمناسبة قيام الجمهورية الاسلامية «اننا في غاية الارتياح لتطور العلاقات المتميزة بين البلدين»، مشيراً الى أن إيران دولة صديقة ومهمة وتضطلع بمسؤوليات كبيرة في المنطقة.
واكد أن أمير البلاد صباح الأحمد الصباح، سيقوم بزيارة ايران لكنه لم يحدد موعداً لذلك.
(مهر، فارس، الأخبار، أ ف ب)