في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس فرنسي منذ حوالي عشرين عاماً، حلّ فرانسوا هولاند ضيفاً على البيت الأبيض أمس. الرئيس الأميركي باراك أوباما خصّ نظيره الفرنسي باستقبال حافل وترحيب حار. وأعرب الاثنان عن عزمهما «رفع التحديات الكبيرة التي تواجه العالم معاً»، بدءاً من الإرهاب وانتهاء بالاحتباس الحراري. وحيّا هولاند تضحيات الجنود الأميركيين في أوروبا و«التاريخ الطويل من التعاون والصداقة بين البلدين»، فيما قال الرئيس الأميركي «إنه لشرف كبير لي أن استقبل صديقي الرئيس هولاند»، مشيراً إلى أنها زيارة الدولة الأولى لرئيس فرنسي إلى الولايات المتحدة «منذ نحو 20 عاماً».
وإضافة الى تنشيط التجارة بين البلدين، تناول الرئيسان مواضيع راهنة حسّاسة كالأزمة السورية والحصار على إيران وفضائح التجسس.
في الموضوع الإيراني، قال أوباما إن «على الشركات التي تدرس دخول السوق الإيرانية أن تتحمل مسؤولية ذلك بنفسها، وإنها ستواجه رد فعل أميركياً كبيراً إذا انتهكت العقوبات الدولية المفروضة على إيران». وقال هولاند، من جهته، إن العقوبات على إيران «لن تُرفع إلا بعد توقيع اتفاق نهائي بخصوص الملف النووي».
أما في في موضوع الاتهامات بالتجسس، فقد أعلن الرئيسان التزام حكومتيهما باحترام حقوق الأفراد في الخصوصية، مع التأكيد على تعاون البلدين في مجال مكافحة الإرهاب. وقال أوباما «لا توجد أي دولة وقعنا معها اتفاقية عدم تجسس»، لكنه أكد أن الولايات المتحدة ستبذل جهوداً كبيرة لحماية الخصوصية. وفي الموضوع نفسه، أعلن هولاند «عودة الثقة المتبادلة» بين واشنطن وباريس بعد فضيحة «وكالة الامن القومي» الاميركية التي تنصتت على قادة أجانب على نطاق واسع. وقال «هناك ثقة متبادلة عادت وينبغي ان تقوم في الوقت نفسه على احترام كل من بلدينا وايضا على حماية الحياة الخاصة».
وفي الشقّ التجاري دعا الرئيس الفرنسي إلى التحرك سريعاً نحو توقيع إتفاق للتجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وقال «بمجرد وضع المبادئ الأساسية واعطاء التكليفات فلن تكون السرعة مشكلة. وذلك أمر جوهري».
وكان أوباما اصطحب نظيره الفرنسي في جولة في مزرعة توماس جيفرسون، ثالث الرؤساء الأميركيين الذي عرف بحبّه الشديد لفرنسا، وكان شاهدا على الثورة الفرنسية وفاعلا ناشطا من أجل استقلال الولايات المتحدة. وتعود آخر زيارة دولة لرئيس فرنسي إلى واشنطن إلى العام 1996 في عهد جاك شيراك.
(الأخبار)