أقرّت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحصول تقدّم في المحادثات النووية مع إيران، لكنها أشارت الى مسائل لا تزال عالقة في هذا الصدد. لكن في الوقت نفسه، نقل موقع التلفزيون الرسمي الإلكتروني عن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، علي أكبر صالحي، قوله إنه بعد إبرام اتفاق جنيف في 24 تشرين الثاني الماضي، «كشفنا عن وجود جهاز طرد مركزي فاجأ الغربيين لكننا فرضناه في إطار أنشطتنا المتصلة بالبحث والتطوير» في مفاعل ناتنز.
وأضاف صالحي إن «جهاز الطرد المركزي هذا أقوى 15 مرة من أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول».
وأوضح أن «جهاز الطرد المركزي الجديد هذا تبلغ سرعته 700 متر في الثانية و60 ألف دورة في الدقيقة»، مضيفاً أنه سيُطرح قريباً في الخدمة في مركز الرازي الطبي في كرج (غرب طهران) للقيام بعمليات عزل بلازما الدم.
وأكد أنه «في غضون شهرين سيتسلم المركز أول جهاز من هذا النوع».
وتمتلك إيران في الوقت الراهن أكثر من 19 ألف جهاز طرد مركزي، منها حوالى 10 آلاف من الجيل الأول (اي.ار. ـ1) في الخدمة، وألف من الجيل الثاني (اي.ار. ـ2م) أقوى ما بين ثلاث الى خمس مرات، لم توضع في الخدمة.
في المقابل، تحدث كبير مفتشي وكالة الطاقة، تيرو فاريورانت، بعد يوم من موافقة إيران على التعامل مع الشكوك بشأن مزاعم سعيها لتصميم سلاح نووي، قائلاً «التقدم الذي أُحرِز كان جيداً.. جاء وفقاً لما هو مخطط له، واتخذت إيران كل الإجراءات العملية التي كان يفترض أن تتخذها، وتمكنّا من الاتفاق على سبعة إجراءات عملية».
ويتطرق الاتفاق الجديد الذي أُبرم أول من أمس للمرة الأولى الى الجانب العسكري، إذ أوضح المفتش الفنلندي في مطار فيينا قائلاً: «سنبحث المسائل المتعلقة بالصواعق (التي يتم تركيبها في قنابل). لدينا فكرة مشتركة حول كيفية العمل».
وأشارت المنظمة الدولية الى أن إيران ستقدم «معلومات وتفسيرات للوكالة لتقييم حاجة إيران المعلنة أو طلبها تطوير أداة تفجير تستخدم لبدء تسلسل الانفجار في المواد المتفجرة».
وقالت إيران والوكالة التابعة للأمم المتحدة، في بيان مشترك، إن طهران وافقت على اتخاذ سبع خطوات عملية وأولية بشأن التعاون النووي مع الوكالة بحلول 15 أيار.
وأضافتا في البيان الذي نقلته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) والصادر بعد «محادثات فنية بنّاءة» أُجريت في طهران على مدار يومين، أن إيران ووكالة الطاقة لم تحددا الإجراءات لكنهما قالتا إن مدير الوكالة يوكيا أمانو سيبلغ مجلس محافظي الوكالة التفاصيل الكاملة للخطوات المزمعة.
وذكر مصدر دبلوماسي في فيينا أن واحدة من الخطوات ترتبط بتحقيق تجريه الوكالة حول احتمال أن تكون هناك أبعاد عسكرية لأنشطة إيران النووية، وهي خطوة مهمة إلى الأمام، إذ إن التحقيقات متوقفة منذ أعوام.
ونقلت وكالة «إرنا» عن المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالفندي، قوله إنه «نظراً إلى طبيعة المعلومات التي قدمت في ظل أجواء من التعاون، نتوقع تقديم تقرير إيجابي لمجلس المحافظين».
في المقابل، قال نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن ايران سترفض البحث في برنامجها البالستي، أثناء المفاوضات المقبلة في 18 الشهر الجاري حول ملفها النووي مع القوى الست (أميركا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا).
وأضاف: «أقول لـ(مساعدة وزير الخارجية الأميركي وندي) شيرمان والأعضاء الآخرين في مجموعة 5+1 إن المسائل الدفاعية الإيرانية غير قابلة للتفاوض، ولن نبحث أثناء المفاوضات مواضيع أخرى غير المسألة النووية».
وتابع كبير المفاوضين الإيرانيين أنه «كما لم نسمح في المفاوضات السابقة بالتطرق الى مسائل أخرى، لن نسمح أيضاً في المفاوضات المقبلة (بذلك)، لأن المسائل الدفاعية تشكل خطاً أحمر».
وكانت شيرمان قد أشارت الأسبوع المنصرم، أثناء جلسة مساءلة في مجلس الشيوخ، إلى أن موضوع برنامج إيران البالستي سيجري التطرق إليه أثناء المفاوضات الجديدة بين إيران ومجموعة «5+1».
من جهة ثانية، رأى رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن تخفيف العقوبات على إيران لم يؤت نتيجته، ودفع طهران الى زيادة «عدوانيتها على الساحة الدولية».
وقال نتنياهو في الاجتماع الاسبوعي لحكومته أول من أمس، إن «تخفيف العقوبات الدولية على إيران لم يؤدّ الى تخفيف العدوان الدولي الذي تمارسه إيران، بل العكس».
وأعطى رئيس الوزراء الاسرائيلي أمثلة على «العدوانية» الإيرانية قائلاً: «التقى وزير الخارجية الايراني (محمد جواد ظريف) أخيراً الأمين العام للجهاد الإسلامي» رمضان عبدالله شلح.
وبحسب نتنياهو، فإن إيران «تواصل تزويد المنظمات الإرهابية بأسلحة فتاكة، وتواصل ارتكاب المجازر في سوريا، والآن انضم الى ذلك الهجوم الخطير والشديد اللهجة الذي شنّه المسؤولون الإيرانيون على الولايات المتحدة إرسال سفن حربية الى المحيط الأطلسي».
وكان نتنياهو يشير الى إعلان وكالة «فارس»، السبت، نشر سفن حربية إيرانية في المحيط الأطلسي «للاقتراب من الحدود البحرية الاميركية»، حسبما أكد قائد المنطقة البحرية الرابعة في البحرية الايرانية، أفشين رضائي.
إلى ذلك، ندّدت إيران بعدم قدرة باكستان على تأمين حدودها بعد خطف خمسة من جنودها على أيدي مجموعة متمردة في منطقة سيستان بلوشستان، نقلت الرهائن الى داخل الأراضي الباكستانية.
(رويترز، أ ف ب)