يبدو أن جولة المباحثات النووية الأخيرة التي شهدتها مدينة جنيف السويسرية بين ممثلين عن إيران ومجموعة «5+1» قد أتت ثمارها، حيث أعلن التلفزيون الإيراني أمس أن المحادثات اختتمت باتفاق على الأمور العالقة بشأن التفاصيل العملية لتنفيذ الاتفاق النووي. وفي الوقت نفسه، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية، علي أكبر صالحي، «إننا لن نسمح بالمساس بالانجازات النووية للبلاد»، واصفاً التقنية النووية الايرانية بأنها غير قابلة للتراجع.
وأعلن كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، عباس عراقجي، أمس، أن إيران والقوى الكبرى توصلت الى تسوية «جميع نقاط الخلاف» الخاصة بالاتفاق النووي المبرم نهاية تشرين الثاني2013 والذي أصبح تفعيله رهن تصديق مختلف العواصم.
وقال عراقجي، في تصريح إلى إذاعة وتلفزيون «أريب» الايراني بعد يومين من المباحثات في جنيف مع مساعدة مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي هيلغا شميدت، وحضور مساعدة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، جانباً من المحادثات، «لقد توصلنا الى حلول لجميع نقاط الخلاف الخاصة باتفاق جنيف، وأمر تنفيذه أصبح منوطاً بتصديق العواصم».
وزاد من تعقيد الحوار بين عراقجي وشميدت التي تتولى المباحثات باسم مجموعة «5+1» التي تضم كلاً من الصين وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، ضرورة التشاور مع القوى الكبرى التي وقّعت اتفاق 24 تشرين الثاني 2013.
وقال عراقجي للتلفزيون الايراني «تقع على السيدة شميدت مسؤولية ثقيلة، لأن عليها التشاور في كل مسألة مع الدول الست» غير الحاضرة في جنيف.
وكانت شيرمان مبعوثة الولايات المتحدة، وهي ثالث مسؤول في الخارجية، موجودة في جنيف أول من أمس. وعقدت اجتماعاً مع عراقجي وشميدت لإبلاغهما أفكاراً أميركية «مفيدة في البحث عن تسوية للقضايا المعلقة في الاتفاق»، بحسب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي.
كذلك عقدت اجتماعاً ثنائياً مع الوفد الإيراني وصفه عراقجي بأنه «اجتماع قصير نسبياً».
وفي طهران، قال صالحي في ذكرى اغتيال أحد العلماء النوويين الإيرانيين، «إذا دخل الغرب معنا من باب التعامل، فذلك ليس لدوافع خيّرة»، عازياً ذلك الى العجز، «لأنهم (الغربيون) اختبروا ضدنا أنواع الضغوط، بدءاً من الحرب وصولاً الى الحظر».
وأشار صالحي الى المفاوضات الأخيرة بين إيران و«5+1»، مؤكداً أن الفريق الايراني المفاوض عمل في الاطار المحدد، وسار ضمن المسار المطلوب، وقال: «إننا لن نسمح بالمساس بالانجازات النووية للبلاد، وإذا تم اتخاذ قرار، فإنما يتخذ بشكل مدروس».
وأوضح ان التقنية النووية الايرانية تجاوزت الخطوط الحمراء التي حددها الغربيون، مشدداً على أن التقنية النووية الايرانية وإنجازاتها غير قابلة للتراجع.
وتابع قائلاً «إننا نتفاوض لكي نثبت للشعب أننا نستخدم كل أداة من أجل رفع شر الاعداء. وإذا نقض العدو وعده، فإن المسؤولين يلقون الحجة على الشعب الذي لا يستسلم أبداً للظلم والجور».
الى ذلك، قال رئیس مجلس الشوری الإسلامي، علي لاریجاني، إن إیران الی جانب مواصلتها المفاوضات مع الغرب تواصل تقدمها فی مجال التكنولوجیا النوویة.
وأضاف لاریجاني، في كلمة ألقاها لمناسبة الذکری السنویة الثانیة لاغتيال العالم النووی الایراني مصطفی أحمدي روشن، «یجب أن نطرح الیوم هذا السؤال: هل الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة قد بلغت مكاناً مرموقاً وحققت إنجازات مهمة في مجال النشاطات النوویة؟»، مشيراً الى «أن بعض الدول الغربیة في الماضي كانت تحول دون إكمال محطة «یو اس اف» في أصفهان، وكانت ترفض أن یكون لنا نشاطات في مجال إنتاج أجهزة الطرد المركزي».
(رويترز، فارس، إرنا)