تواصلت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أمس، المفاوضات التي ترعاها لجنة الوساطة الأفريقية (الإيغاد)، بين وفدي حكومة جنوب السودان، والمعارضة التي يقودها النائب السابق للرئيس رياك مشار، وذلك غداة اتفاق الرئيسين السوداني عمر البشير والجنوب سوداني سلفاكير ميارديت، على نشر قوات مشتركة لتأمين حقول النفط في البلد حديث الولادة.في الوقت نفسه، قال وزير الإعلام في حكومة جنوب السودان، عضو فريق التفاوض، مايكل مكوي، لوكالة «الأناضول»، إن الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا (إيغاد) للوساطة الأفريقية قدمت أوراق نقاش للطرفين، تضمنت قضيتين رئيسيتين هما: وقف التصريحات العدائية، واطلاق المعتقلين.
 في سياق متصل، طالب أحد أعضاء فريق ريك مشار، هيو ماكوك دينغ وول، حكومة أوغندا، بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لجنوب السودان، واتخاذ موقف محايد من الصراع مع قوات سلفاكير.
في المقابل، دافع رئيس المركز الإعلامي التابع للحكومة الأوغندية أفونو أويوندو، عن موقف بلاده، قائلا إن كمبالا ترفض مطالب «المتمردين»، داعياً إياهم الى التمسك بالمفاوضات ودعم جهود منظمة «إيغاد» لإحلال السلام في جنوب السودان.
وأضاف في تصريح لصحيفة «ديلي مونيتور» أن أوغندا لن تسحب قواتها من جنوب السودان ما لم تستقر الأوضاع ويعود السلام والاستقرار.
من جهة ثانية، قال وزير الخارجية السوداني علي كرتي، إن رئيس دولة جنوب السودان طلب من الرئيس السوداني عمر البشير، مد الجنوب بـ(900) فني سوداني للعمل في حقول النفط الجنوبية، مشيراً إلى أن الرئيسين اتفقا على «نشر قوات مشتركة لتأمين حقول النفط في جنوب السودان، بعدما اقترحت جوبا نشر هذه القوات».
وخلال مؤتمر صحافي عقده وزير الخارجية في الخرطوم، عقب عودة البشير من جوبا، أوضح أن «البشير وافق على طلب سلفاكير بمده بفنيين وخبراء سودانيين للعمل في حقول النفط الجنوبية»، مشيراً إلى أن «الفريق الفني سيكون تحت إشراف وإدارة حكومة الجنوب».
وأضاف إن «الرئيس البشير نصح طرفي النزاع في جوبا بوقف إطلاق النار وحل خلافاتهما عبر الحوار»، مشيراً إلى أنه «من الأفضل أن تنتهي هذه الحرب باتفاق سلام، قبل أن تتجذر وتهوي بالجنوب إلى مدارك لا يمكن التنبؤ بنهاياتها، أقلها انقسام الجنوبيين على أساس قبلي، وهو ما لا يرجوه السودان».
(الأناضول، أ ف ب، رويترز)