التقت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، أمس، عشية خطاب مهم لها حول «بريكست»، رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الذي صرّح بأنه «غير راض» عن «الخطوط الحمر» للندن في المحادثات. ويأتي لقاؤهما في مقر الحكومة في داونينغ ستريت، فيما يستعد الاتحاد الأوروبي لتحديد موقفه من المفاوضات بشأن العلاقات المستقبلية مع بريطانيا لدى خروجها من الكتلة الأوروبية.
وتعرض ماي خططها في خطاب مرتقب اليوم، وقال المتحدث باسمها إنها «تأمل أن يتعامل القادة الاوروبيون مع هذا التفكير بشكل بنّاء».
وناقشت ماي وتوسك الفترة الانتقالية بعد أن تخرج بريطانيا من الكتلة، ومصير إيرلندا الشمالية غداة مواجهة بين ماي وبروكسل بشأن وضع الحدود الإيرلندية. وكشف الاتحاد الأوروبي هذا الاسبوع مسودة اتفاق تتضمن شروط الانفصال التي تم التوصل اليها مع بريطانيا في كانون الاول/ديسمبر وتشمل خططاً لتجنّب أي حواجز جمركية على الحدود بين ايرلندا الشمالية وايرلندا. وردّت ماي بغضب على مقترح يقضي بأن تبقى ايرلندا الشمالية ــ وهي جزء من بريطانيا ــ ضمن اتحاد جمركي مع الاتحاد الاوروبي إن لم يكن هناك حل أفضل. وحذرت ماي من أنها لن تقبل بأي شيء يعرض السيادة الدستورية لبلادها للخطر.

حذرت ماي من
أنها لن تقبل بأي شيء يعرض سيادة بلادها للخطر

وفي خطاب في بروكسل أمس، قبل توجهه إلى لندن، قال توسك إنه إذا كانت رئيسة الحكومة البريطانية لا تعجبها الفكرة، فعليها أن تتقدم ببديل. ولدى وصوله الى داونينغ ستريت قال توسك إنه «غير راض» عن موقف ماي المتعلق بسحب بريطانيا من الاتحاد الجمركي الأوروبي والسوق الموحدة. وقال مصدر في الاتحاد الاوروبي لوكالة «فرانس برس»، بعد اللقاء الثنائي، إنّ «توسك أخذ علماً بالخطوط الحمر المتكررة للمملكة المتحدة».
وطالما حذر قادة أوروبيون، منهم توسك، من أن من المستحيل الحفاظ على العلاقات التجارية نفسها خارج الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة. لكن المتحدث باسم ماي أكد في وقت سابق أن هدفها التفاوض «على شراكة اقتصادية شاملة وجديدة مع الاتحاد الاوروبي، يمكن فيها التوصل لتجارة متحررة من الرسوم والقيود بقدر الإمكان». وتأتي التعليقات بعدما ترأست ماي اجتماعاً حكومياً استمر ساعتين، أجرى فيه أعضاء حكومتها المنقسمون «نقاشاً مفصّلاً وإيجابياً» لخطابها، وفق المتحدث باسمها.
(الأخبار، أ ف ب)