نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن أحد كبار المسؤولين الأميركيين في البيت الأبيض، قوله إن «الجهود المبذولة لعرقلة الاتفاق النووي في الكونغرس الأميركي هي مثل كلب يلهث وراء سيارة، لا يستطيع اللحاق بها. وإذا وصل إليها بالفعل، فإنه غير قادر على فعل شيء». وأوضحت الصحيفة أن الجهات الأميركية قصدت بعبارة «الكلب الذي يلهث» الجهود التي يبذلها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، واللوبي المؤيد لإسرائيل في الكونغرس.
وأضافت «هآرتس» أن الإدارة الأميركية مقتنعة بأن الكونغرس سيقر الاتفاق النووي مع إيران، وفي حال عدم حصول ذلك، فإن الكونغرس «لن ينجح في تجنيد العدد الكافي من الأصوات من أجل التغلب على الفيتو الرئاسي».
في سياق متصل، كشف استطلاع للرأي، نشرت نتائجه صحيفة «معاريف»، عن أن الأغلبية من اليهود الأميركيين يؤيدون الاتفاق النووي مع إيران، ويعارضون الخطوات التي يقوم بها نتنياهو، وأعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري، لإسقاطه. وأضافت «معاريف» التي استندت إلى ما نُشر في صحيفة «جويش جورنال» اليهودية الأميركية، أن الاستطلاع نُظِّم بإشراف الباحث في شؤون اليهود الأميركيين ستيفان كوهن، الذي اختار عينة تمثل جميع يهود الولايات المتحدة.
ووفق النتائج التي خلص إليها الاستطلاع، فقد أيد الاتفاق النووي مع إيران 49% من اليهود الأميركيين الذين يصوتون للحزب الديموقراطي، في مقابل اعتراض 31% منهم. وأشار 20% منهم إلى أنهم لا يعرفون ما يجب فعله. ورأى 53% أيضاً أن على الكونغرس أن «يصدّق على الاتفاق»، مقابل 35% رفضوا ذلك. ولفت الاستطلاع إلى أن 93% ممن يصوتون للرئيس الأميركي، أعربوا عن دعمهم للاتفاق مع إيران، فيما أعرب 3% من بينهم عن معارضتهم.
إلى ذلك، اعتبر رئيس حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان، أن الموضوع الإيراني أكبر من قدرات نتنياهو، برغم أن الأخير «ركز على هذه القضية طوال السنوات الماضية». وتوقع ليبرمان إجراء انتخابات مبكرة للكنيست في بداية العام المقبل. وأضاف في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أنه «شخصياً أفضل من يمكن أن يعالج الموضوع الإيراني»، معتبراً أنه الأكثر معرفة وأكثر شخص بإمكانه التعامل مع الموضوع الإيراني».
وبلغ الحد بليبرمان إلى الادعاء أن «لديه خططاً مفصلة حول ما ينبغي فعله»، قائلا: «لا أنوي التحدث عن ذلك في العلن، وقد استعرضتها في الهيئات المناسبة». وفي ما يتعلق بضرورة تشكيل لجنة تحقيق حول هذه القضية، رفض هذا الطرح، ودعا بدلاً من ذلك إلى تغيير رئيس الحكومة. وأقر ليبرمان بأن الاتفاق النووي مع إيران «أكثر من فشل»، ومن أجل معالجة هذه القضية ينبغي أن يكون «مبتكراً، وحازماً، وقادراً على اتخاذ قرارات صعبة في حين أن نتنياهو لا يتمتع بأي من هذه الصفات». لكنه أضاف أن نتنياهو «يتمتع بمؤهلات تمكنه من تنفيذ حملات إعلامية رائعة، وهو الأفضل هنا، ويعرف كيف يتعهد بأمور لا يعتزم تنفيذها. وهو يحلق بنا إلى لا مكان».
(الأخبار)