عشية مباحثات محتملة بين سيول وبيونغ يانغ، أعلنت بكين اقتراب توجه مبعوث خاص لها إلى كوريا الجنوبية، لبحث الوضع في شبه الجزيرة الكورية. وقال متحدث باسم الخارجية الصينية إن «نائب وزير الخارجية، كونغ شوانيو، سيجري الجمعة (اليوم) والسبت، تبادلاً لوجهات النظر مع المبعوث الكوري الجنوبي لمباحثات السلام، لي دو-هون». ويأتي ذلك في وقتٍ كشفت فيه كوريا الجنونبة نيّتها لإجراء محادثات مع جارتها الشمالية على مستوى رفيع هذا الأسبوع، والهدف هو مشاركة بيونغ يانغ في الألعاب الأولمبية الشتوية التي تنظمها سيول، وأيضاً «قضايا أخرى موضع اهتمام مشترك».
في السياق، صرّح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن «المحادثات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية أمر جيد»، معتبراً أنها جاءت نتيجة «حزمه حيال بيونغ يانغ». وأضاف في تغريدة على موقع «تويتر» أن «مع كل هؤلاء الخبراء الفاشلين الذين يعطون آراءهم، هل يعتقد أحد أن محادثات وحواراً كان يمكن أن يجري بين الكوريتين لو لم أكن حازماً وقوياً ومستعداً لاستخدام قوتنا ضد الشمال؟». وتابع: «إنهم أغبياء، لكن المحادثات أمر جيد». ورغم تصريحات ترامب، إلا أن المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، رأت أن هذا الحوار سيكون مجرد «ترقيع» إذا لم يبحث حظر «كافة أسلحة كوريا الشمالية النووية»، وكانت قد أبدت قبل يومين تحفظاً واضحاً على هذه المحادثات.

نيكي هيلي:
هذا الحوار سيكون مجرد ترقيع

من جهته، حذّر قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية، فنسنت بروكس، من «المبالغة في الآمال المتعلقة بمفاتحات السلام الكورية الشمالية» وسط حرب كلامية بين واشنطن وبيونغ يانغ بسبب برنامج الأخيرة النووي والصاروخي. ونقلت «وكالة الأنباء الكورية الجنوبية» (يونهاب) عن بروكس قوله: «يجب أن نبقي توقعاتنا عند مستوى مناسب». أمّا في إطار المناورات العسكرية التي كانت من المفترض أن تجري بين سيول وواشنطن الشهر المقبل، فقد أعلنت الرئاسة الكورية الجنوبية في بيانٍ لها أمس، أن «ترامب ورئيس البلاد، مون جاي إن، اتفقا على تأجيل المناورات إلى ما بعد إجراء الألعاب الأولمبية في بيونغ تشانغ». وأضاف البيان أن «الرئيسين اتفقا على عدم إجراء التمارين العسكرية الأميركية ــ الكورية الجنوبية خلال فترة الألعاب الأولمبية، على أن تبذل القوات المسلحة في البلدين جهدها لضمان سلامة الألعاب».
إلى ذلك، أعلنت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية، أنها «لم ترصد أية مؤشرات على تحضير بيونغ يانغ لاختبار صاروخي وشيك». وجاء ذلك رداً على تقارير إعلامية وتصريحات مسؤولين أميركيين رجحت في وقت سابق أمس «احتمالية إجراء بيونغ يانغ تجربة صاروخية جديدة».
أما اليابان، فقد أعلنت أمس على لسان رئيس وزرائها، شينزو آبي، أنه «ينبغي لكوريا الشمالية إجراء تغييرات في سياساتها من أجل إغناء شعبها». وأضاف أن «بلاده ستفعل كل ما بوسعها للعمل مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، من أجل فرض ضغوط على بيونغ يانغ لإنهاء برنامجها النووي وتجاربها الصاروخية، وتغيير توجهها».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)