عاود وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، إعلان استعداد بلاده إجراء حوار مع كوريا الشمالية، مؤكداً تأييد الإدارة الاميركية للديبلوماسية. وقال تيلرسون إن بلاده «لا يمكنها إجراء الحوار مع كوريا الشمالية ما لم تكن جاهزة له». وأضاف تيلرسون، خلال اجتماعٍ مع وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند في العاصمة الكندية، أن سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه كوريا الشمالية هي الضغوط الديبلوماسية، غير أن البيت الأبيض يؤيد إجراء الحوار الديبلوماسي معها، وينتظر اقتناع كوريا الشمالية بهذا الطرح».
وأكد ضرورة الحفاظ على الضغوط تجاه بيونغ يانغ من دون تراجع حتى توافق على التخلي عن الأسلحة النووية.
في السياق، أعلنت كندا والولايات المتحدة أنهما ستستضيفان قمة على مستوى وزراء الخارجية في فانكوفر، في 16 كانون الثاني المقبل، تشمل موفدين من اليابان وكوريا الجنوبية، من أجل السعي لإحراز تقدم في «أزمة كوريا الشمالية النووية». وقالت فريلاند، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الأميركي، «نحن نعتقد أن حلاً ديبلوماسياً للأزمة هو أمر ضروري وممكن».

رفضت بيونغ يانغ اتهام واشنطن لها بـ«تطوير أسلحة بيولوجية»
أما تيلرسون، فقال إن «الاجتماع سيسعى إلى تعزيز الضغوط أكثر على كوريا الشمالية كي تحضر إلى طاولة المفاوضات لتبحث إنهاء برنامجها النووي. وأضاف أنه ينبغي «بعث رسالة موحدة إلى كوريا الشمالية من الأسرة الدولية بأننا لن نقبلك (...) كدولة نووية، وأننا جميعاً لدينا سياسة واحدة وهدف واحد هو إخلاء شبه الجزيرة الكورية بشكل كامل ومحقق من الأسلحة النووية». يُذكر أن اجتماع فانكوفر سيضم أيضاً بريطانيا، وفرنسا، وتركيا، واستراليا، وهولندا، وبلجيكا، واليونان، ولوكسمبورغ، وكولومبيا، والفيليبين، وتايلاند، وجنوب أفريقيا، وإثيبويا، ونيوزيلندا.
في شأن آخر، أعلن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي أنه اقترح تأجيل التدريبات العسكرية السنوية المشتركة مع الولايات المتحدة «كي ريزولف» و«فول إيغل»، والتي تبدأ عادةً أواخر شباط وتستمر حتى نهاية نيسان، في محاولة لخفض التوتر مع كوريا الشمالية خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها بلاده السنة المقبلة. وتقع منطقة بيونغ تشانغ التي تستضيف الألعاب على بعد 80 كيلومتراً جنوب الحدود مع كوريا الشمالية. وعادة يتصاعد التوتر مع الجارة الشمالية خلال التدريبات المشتركة مع الولايات المتحدة.
ونقلت قناة «إن بي سي» الاميركية عن مون قوله إن «البلدين الحليفين يدرسان تأجيل التدريبات. وأضاف أنه «تقدم بهذا الاقتراح إلى الولايات المتحدة التي تقوم بمراجعته...على كل حال، الأمر يعتمد على سلوك كوريا الشمالية». ولفت إلى أنه «إذا أوقفت كوريا الشمالية استفزازاتها في الفترة التي تسبق أولمبياد بيونغ تشانغ، فإن ذلك سيساعد بشكل كبير في تنظيم أولمبياد آمن». وأضاف أن ذلك أيضاً «سيساعد في خلق أجواء مؤاتية لحوار كوري ــ كوري، وكذلك أميركي ــ كوري شمالي». كذلك، ذكر مسؤول في البيت الأزرق الرئاسي في سيول، أن أي تأجيل في المناورات العسكرية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة سيعتمد على ما إذا كانت كوريا الشمالية ستقوم باستفزازات خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية العام المقبل. وكان المتحدث باسم القيادة الأميركية في المحيط الهادي، ديف بنهام، قد رفض مناقشة أي خطط تخص المناورات.
إلى ذلك، رفضت كوريا الشمالية اتهام الولايات المتحدة لها بـ«تطوير أسلحة بيولوجية»، والذي كانت قد ذكرته استراتيجية الأمن القومي التي وضعها البيت الأبيض، الإثنين الماضي، ومفادها أن «الشمال يسعى إلى امتلاك أسلحة كيماوية وبيولوجية يمكن أن يتم إرسالها بواسطة الصواريخ». وقالت كوريا الشمالية إن هذا «الادّعاء جزء من خطة واشنطن لخنق النظام».
(الأخبار، رويترز)