مجدداً، يحاول المحور المقابل لكوريا الشمالية استفزازها، مواصلاً التصعيد. فبعد مناورات «فيجيلانت ايس» بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، التي انتهت يوم الجمعة الماضي، بدأت الدولتان بمشاركة اليابان تدريبات عسكرية مشتركة أمس، تستمر يومين، وهدفها المعلن «تعقب صواريخ كوريا الشمالية البالستية».
وتُجرى هذه المناورات، وهي السادسة من نوعها، قبالة سواحل كوريا الجنوبية واليابان، وسط توقعات بإجراء اختبار صاروخ بالستي كوري شمالي جديد يطلق من غواصة (SLBM)، وفق ما ذكرته «وكالة الأنباء الكورية الجنوبية» (يونهاب).
وتشارك في التدريبات مدمرات مزودة بمنظومة إدارة المعلومات القتالية «إيجيس» التابعة للقوات البحرية للدول الثلاث. وأكدت «يونهاب» إجراء تدريبات محاكاة لكشف وتتبع أي صاروخ بالستي يطلق من الشمال. كما قالت إن هذه التدريبات «تأتي لمواجهة تهديدات بيونغ يانغ النووية والصاروخية»، وبموجب الاتفاق الذي توصلت إليه الدول الثلاث خلال الاجتماع الاستشاري الأمني الـ 48 في تشرين الأول الماضي.
في المقابل، انتقدت روسيا المناورات، إذ حذر رئيس أركان القوات المسلحة، الجنرال فاليري غيراسيموف، في بداية اجتماع مع وزير الدفاع الياباني، إيتسونوري أونوديرا، أمس في طوكيو، من أن «إجراء تدريب عسكري في مناطق قريبة من كوريا الشمالية سيزيد فقط الهستيريا ويجعل الوضع غير مُستقر».
يُذكر أن زيارة غيراسيموف هي الأولى لمسؤول عسكري روسي كبير منذ سبع سنوات، وتأتي في أعقاب استئناف المحادثات بين وزارتي الدفاع والخارجية في البلدين في آذار الماضي، والمتوقفة منذ ضمّ روسيا القرم في 2014.
أيضاً، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن «الوضع في شبه الجزيرة الكورية يهدد بالانتقال إلى مرحلة ساخنة». تصريحات لافروف أتت بعد اجتماعٍ ثلاثي جمعه مع نظيريه في الصين والهند. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن لافروف قوله، إن «الدول الثلاث لا تريد المزيد من التصعيد في التوتر في شبه الجزيرة الكورية».
على صعيدٍ آخر، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن الاستخبارات الأميركية قدمت إلى الكونغرس منذ أكثر من 10 سنوات تقريراً عن برنامج كوري شمالي سري لتطوير الأسلحة البيولوجية، مضيفة أن «التقرير كان قد سلم قبل 5 أشهر من تنفيذ أول تجربة نووية كورية شمالية عام 2006». ووفق التقرير، «قامت حينها كوريا الشمالية بجمع فريق من العلماء، لكن هؤلاء كانت تنقصهم المهارات التقنية، ورُصد أن موارد بيونغ يانغ تشتمل حالياً على بنية تحتية بدائية للتكنولوجيا الحيوية».
وذكرت الصحيفة أنه «في الوقت الراهن، تعتقد الاستخبارات الأميركية والآسيوية، وكذلك الخبراء أن كوريا الشمالية تتحرك باطراد نحو الحصول على الآليات الضرورية التي يمكن استخدامها في برامج متقدمة للأسلحة البيولوجية، ابتداءً من المعامل التي يمكن أن تنتج الميكروبات إلى المختبرات، وانتهاء بالمختبرات المتخصصة في إجراء تعديلات وراثية».
(الأخبار، رويترز)