وسط التوتر المسيطر على شبه الجزيرة الكورية، انطلقت «فيجيلنت إيس»، وهي أكبر مناورات جوية مشتركة في تاريخ الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، بمشاركة 230 طائرة، على رأسها ست طائرات خفية أميركية مقاتلة من طراز «اف ــ 22» مقاتلة، وعشرات آلاف الجنود. وقد دفعت هذه المناورات كوريا الشمالية إلى وصفها بـ«الاستفزاز الشامل»، متهمة إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، «بتسوّل حرب نووية»، وذلك بعد أيام على تجربتها «أقوى صواريخ بالستي عابر للقارات» تختبره حتى الآن.
واستنكرت بيونغ يانغ إطلاق الجيش الأميركي والقوات الكورية الجنوبية المناورات العسكرية المشتركة، واصفة واشنطن بـ«الشيطان النووي». وقالت وزارة الخارجية الكورية الشمالية، في بيانٍ نُشر في صحيفة «نودون سينمون» الرسمية، إن «هذا الأمر يظهر من هو المتعصب الحقيقي للحرب النووية، ومن هو الشيطان النووي الذي يخرب ويهاجم السلام في شبه الجزيرة الكورية وفي العالم كله».
كذلك، رأت وزارة الخارجية الكورية أن الولايات المتحدة، بنشرها الأسلحة النووية الاستراتيجية في المنطقة، «تنفذ دون انقطاع استفزازات عسكرية واسعة وغير مسبوقة، ما يدفع الوضع في شبه الجزيرة الكورية نحو درجة حادة ومتفجرة».

ماتيس: لا نزال
ندرس تفاصيل
الاختبار الباليستي
الأخير لكوريا الشمالية

في المقابل، قال الجيش الأميركي قبل بدء «فيجيلنت ايس»، إن «المناورة تهدف إلى تحسين الاستعداد والقدرة على تنفيذ عمليات وحفظ السلم والأمن في شبه الجزيرة الكورية». كذلك، أعلن متحدث باسم القوات الجوية الأميركية المتمركزة في كوريا الجنوبية، أن مقاتلات «إف ــ 35» تشارك في التدريبات التي ستشمل مشاركة أكبر عدد من مقاتلات الجيل الخامس.
بجانب ذلك، يشارك نحو 12 ألف جندي أميركي، منهم أفراد من البحرية مع قوات كوريا الجنوبية، وستقلع الطائرات المشاركة في التدريبات من ثماني منشآت في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. وقالت تقارير إعلامية في سيول إن قاذفات قنابل «لانسر بي ــ 1بي» قد تشارك في التدريبات في الأسبوع الحالي.
من جهة أخرى، قالت القوات الجوية الصينية، أمس، إن «طائرات استطلاع تابعة لها أجرت في الأيام الماضية تدريبات في البحر الأصفر وبحر الصين الشرقي لتحسين الاستعداد القتالي وحماية المصالح الاستراتيجية للبلاد».
وبينما قالت كوريا الشمالية إن هذه المناورات «ستدفع شبه الجزيرة الكورية إلى شفا حرب نووية»، خصوصاً مع تجاهل دعوات روسيا والصين لإلغائها، قال وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، إنّ من «المؤسف» أن جميع الأطراف «لم تستغل الفرصة» التي أتاحها هدوء نسبي استمر شهرين قبل أحدث اختبار أجرته كوريا الشمالية.
وكانت الصين وروسيا قد اقترحتا، في وقتٍ سابق أمس، أن تمتنع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية عن إجراء أي تدريبات عسكرية كبرى مقابل وقف كوريا الشمالية برنامجها للأسلحة، وأطلقت بكين على الفكرة اقتراح «التعليق المشترك». وقال وانغ إن «موقف الصين منفتح تجاه كل الحلول لقضية كوريا الشمالية النووية، لكن هناك حاجة إلى التشاور بين الأطراف المعنية».
بدوره، أعلن وزير الدفاع الأميركي، جايمس ماتيس، أمس أن «الولايات المتحدة لا تزال تدرس تفاصيل الاختبار الأخير لصاروخ باليستي عابر للقارات من كوريا الشمالية». في غضون ذلك، أعلن الأمين العام لـ«حلف شمال الأطلسي»، ينس ستولتنبرغ، أمس، أنّ قضايا مكافحة الإرهاب، وأزمة كوريا الشمالية، والتعاون بين الحلف والاتحاد الأوروبي، ستشكل أجندة اجتماع وزراء خارجية الحلف المقبل. وبخصوص ملف كوريا الشمالية، أوضح ستولتنبرغ أنّ الوزراء سيبحثون آخر المستجدات في شبه الجزيرة الكورية، والتجارب الصاروخية التي تقوم بها كوريا الشمالية، داعياً المجتمع الدولي إلى الضغط أكثر على بيونغ يانغ، وإجبارها على التوقف عن التجارب الصاروخية.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)