حربٌ كلاميّة كبيرة اندلعت، أمس، بين الرئيس التركي، رجب طيّب أردوغان، ورئيس «حزب الشعب الجمهوري»، كمال كيليتشدار أوغلو، المعارض الرئيسي في البلاد، على خلفيّة تصريحات للأخير قال فيها إن الرئيس التركي وبعض أقربائه متورطون بإرسال أموال إلى شركات وهميّة في الخارج، وهو ما وصفه «العدالة والتنمية» بأنه «ادّعاءات كاذبة».
وبعدما أكّد كيليتشدار أوغلو حيازته وثائق ووصولات مصرفيّة تؤكّد تورّط ابن أردوغان وشقيقه ومساعده السابق بإرسال أموال إلى شركة وهميّة في عام 2011، تصل قيمتها إلى 15 مليون دولار، قال محامي الرئيس التركي، أحمد أوزيل، إن الوثائق التي تحدّث عنها كيليتشدار أوغلو «مزوّرة». ووصف الاتهامات التي أطلقها زعيم «الشعب الجمهوري» بحقّ مقربين من أردوغان بأنّها عبارة عن «ادّعاءات كاذبة».
ودعا أوزيل الزعيم المعارض إلى تسليم تلك الوثائق إلى «النيابة العامة فوراً وتقديم بلاغ بشأنها، للتحقيق فيها، وذلك في موعد أقصاه نهاية الدوام الرسمي»، أمس. بدوره، قال المتحدّث باسم «حزب العدالة والتنمية»، ماهر أونال، إن «كيليتشدار أوغلو سيغرق في أكاذيبه»، وذلك بعدما أوحى كيليتشدار أوغلو أن لدى الرئيس التركي حسابات في شركات وهميّة.
وفي وقتٍ سابق، أمس، قال زعيم «حزب الشعب الجمهوري» إن لديه وثائق تؤكّد تورّط أقرباء للرئيس التركي، فقد قام هؤلاء بتحويلات مالية تصل قيمتها إلى 15 مليون دولار لشركة خارج الحدود تدعى «بيل واي ليميتد»، موجودة في جنّة ضريبية هي جزيرة مان التابعة للتاج البريطاني. وحصلت تلك التحويلات بين كانون الأول 2011 وكانون الثاني 2012. وقال أمام نواب كتلته البرلمانية إنه يملك «سجلات تلك الشركة»، بالإضافة إلى وثائق «سويفت» (لغة برمجة) ووصولات مصرفيّة عن تلك التحويلات، وسط هتافات «أردوغان استقِلْ» من قبل الحضور.

قام مقرّبون من أردوغان بتحويلات بقيمة 15 مليون دولار للشّركة

ووفق كيليتشدار أوغلو، فإن «بيل واي» أسست في آب 2011، بشخص واحد فقط في مجلس إدارتها يدعى صدقي أيان، مضيفاً أن هناك «سجلات رسمية تظهر أن الشركة ملكه»، وقد نُقِلَت ملكيتها إلى شخص يدعى كاظم أوزتاش في تشرين الثاني 2011.
وذكر المسؤول التركي المعارض أن شقيق زوجة أردوغان، زييا إيلغن، حوّل 2.5 مليون دولار إلى الشركة في كانون الأوّل 2011، وكذلك فعل أخوه، مصطفى أردوغان. وتابع بتلوّ أسماء وتوقيتات تحويلات مالية منفصلة قام بها هؤلاء، خلال تلك الفترة، من بينهم مساعد الرئيس أردوغان السابق، مصطفى غوندوغان، وابن أردوغان، أحمد، الذي حوّل 1.45 مليون دولار إلى الشركة في 29 كانون الأول 2011، و2.3 مليون دولار في 4 كانون الثاني 2012.
يأتي ذلك بعدما أثار كيليتشدار أوغلو المسألة، الأسبوع الماضي، متحدّياً الرئيس التركي نفسه أن يعلن عن حساباته المالية الخارجية. وردّ عليه الرئيس التركي، أمس، باتهام حزبه بأنّه «حزب الخيانة الأساسي» في تركيا وتحوّل إلى ذلك بسبب رئيسه الذي رأى أردوغان أنّه «فقد صدقيته» وبات «مشوّشاً جدّاً»، وذلك خلال خطابٍ أمام كتلته البرلمانية. وتحدّى أردوغان زعيم «الشعب الجمهوري» بإثبات صحّة ادعاءاته أو أن يستقيل من رئاسة حزبه إن لم يتمكن من فعل ذلك، معتبراً أنه لا يستطيع أن يثبت «صحة» تلك الوثائق. وأضاف أن كيليتشدار أوغلو لا يقوم بشيء سوى توزيع الاتهامات التي تضرّ بتركيا، وأن الأمر لا يتعلّق «بي وبعائلتي، بل بالبلاد». ورأى أن «الشعب الجمهوري» لا يملك سوى سياسة واحدة، هي «أن يقوم بعكس ما نقوم به نحن أو حزب العدالة والتنمية... ولذلك سنتابع بالبحث عن العدالة عبر الطرق القانونية... لن ندير بعد اليوم الخدّ الآخر، إذا صفعتني، فعليك أن تكون جاهزاً لردّي».
(الأخبار)