في محاولة صينية لعرض الرؤية الأميركية ــ الصينية التي توافق عليها الرئيسان الأميركي دونالد ترامب، والصيني شي جين بينغ، ووسط تزايد التوتر بين الصديقين الصين وكوريا الشمالية بسبب مضيّ الأخيرة قدماً في برنامجيها النووي والبالستي، يزور ديبلوماسي صيني كبير بيونغ يانغ غداً الجمعة بصفة مبعوث خاص من شي.
في هذا السياق، قالت «وكالة أنباء الصين الجديدة» (شينخوا) أمس، إن رئيس إدارة الشؤون الخارجية في الحزب الشيوعي الحاكم، سونغ تاو، سيتوجه إلى كوريا الشمالية الجمعة، وذلك كي «يطلع جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية على نتائج المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي». كذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية، جينغ شوانغ، إن «من المعتاد أن تتبادل الصين والدول الاشتراكية الأخرى مثل هذه الزيارات بعد الاجتماعات الحزبية المهمة». وقال إن البلدين سيتبادلان أيضاً وجهات النظر حول «القضايا ذات الاهتمام المشترك»، مؤكداً التزام بلاده حلَّ القضية النووية الكورية «سلمياً عبر المشاورات».

تعمل الأمم المتحدة على مشروع قرار جديد لإدانة كوريا الشمالية

ووفق خبير السياسة الخارجية في جامعة بكين، وانغ دونع، سيعرض الموفد على بيونغ يانغ التوافق الصيني ــ الأميركي الذي جرى التوصل إليه بين ترامب وشي خلال لقاءاتهما الأسبوع الماضي، لنزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن وانغ أن «الصين حالياً تبذل مساعي ديبلوماسية نشيطة»، لافتاً إلى أن «الزيارة تهدف إلى إقناع كوريا الشمالية، على أمل أن تعود إلى مسار حل سلمي».
وفيما تستعد بكين لهذه المهمة، واصلت بيونغ يانغ حربها الكلامية ضد ترامب، إذ نشرت صحيفة «رودونغ سينمون» التابعة للحزب الحاكم مقالة قالت فيها إن «الرئيس الأميركي يستحق عقوبة الإعدام لإهانته الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون»، ووصفته بـ«الجبان» بسبب إلغائه زيارة للمنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، وهي محطة تقليدية للمسؤولين الأميركيين الذين يزورون كوريا الجنوبية. كذلك نددت الصحيفة بزيارة ترامب ووصفه كوريا الشمالية في خطابه أمام برلمان كوريا الجنوبية بـ«الديكتاتورية القاسية».
على صعيدٍ ثانٍ، أدانت لجنة حقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة «الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في كوريا الشمالية، وقيامها بتجارب نووية وبالستية، في الوقت الذي يعاني فيه شعبها من الجوع». وتبنّت اللجنة، أول من أمس، مشروع قرار صاغه الاتحاد الأوروبي واليابان يعبّر عن «القلق الدولي من سجل بيونغ يانغ في مجال حقوق الإنسان»، على أن يحال المشروع على الجمعية العامة لمناقشته الشهر المقبل. ويدين القرار الذي قدمته 61 دولة على نحو مشترك كوريا الشمالية بسبب «تحويل مواردها للأسلحة النووية والصواريخ البالستية على حساب رفاهية شعبها، والانتهاكات الخطيرة والمتواصلة لحقوق الإنسان»، لافتاً إلى أن هذه الانتهاكات أدت إلى انتشار مجاعة شديدة في البلاد. ويشير أيضاً إلى أن نحو ربع سكان البلاد يعانون سوء تغذية مزمناً.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)