أمل رئيس الوزراء الإسباني، ماريانو راخوي، أمس، هزيمة الانفصاليين في الانتخابات المحلية التي ستجرى في إقليم كاتالونيا، الشهر المقبل، والتي من الواضح أن مساعي نواب الإقليم للانفصال عن مدريد تهيمن عليها، تزامناً مع حديث مدريد عن شكوك بتدخلات روسية في عملية الاستفتاء التي جرت الشهر الماضي في الإقليم.
بدوره، يسعى راخوي إلى الحشد العكسي بدعوته الناخبين إلى المشاركة بكثافة، مؤكداً في حديث إلى الإذاعة الإسبانية أن الحكومة ستعمل «لضمان عدم فوز المجموعات الداعمة للاستقلال». يأتي ذلك فيما يقبع عدد من أعضاء الحكومة الكاتالونية السابقين في السجن بسبب الدور الذي لعبوه في عملية الاستقلال. إلا أن راخوي قال إنه سيسمح لهم بالترشح في الانتخابات الإقليمية، ولكن عليهم «احترام القانون». وأوضح أن «بإمكانهم الترشح كونه لم يتم الإعلان عن أنهم غير مؤهلين» لذلك من قبل قاضٍ. لكنه رأى أن قادة كاتالونيا «فقدوا شرعيتهم سياسياً»، بعدما «خدعوا المواطنين الكاتالونيين» عبر إعلان الاستقلال. وقد أعلن رئيس الإقليم، كارلس بوغديمون، نيته الترشح للانتخابات المحلية، في وقت سابق، معرباً عن أمله بتشكيل تحالف انفصالي مع حزب «يسار كاتالونيا الجمهوري»، إلا أن الأخير رفض خوض مرشحيه الانتخابات إلى جانب أعضاء حزب بوغديمون.
كذلك، يحاول رئيس الوزراء كسب الدعم لحزبه «الحزب الشعبي»، في انتخابات 21 كانون الأول، مع العلم بأن «الحزب الشعبي» حلّ في المرتبة الخامسة في انتخابات عام 2015 في كاتالونيا، والتي سيطرت خلالها المجموعات الداعمة للاستقلال على السلطة في الإقليم.
على الصعيد الأوروبي، تثير أزمة استقلال كاتالونيا المخاوف في بروكسل، في وقت يتعامل فيه الاتحاد الأوروبي مع تداعيات «بريكست»، وبينما نقلت أكثر من 2400 شركة مقارها القانونية من الإقليم وسط حالة من الضبابية.
في هذه الأثناء، تطرقت إسبانيا، أول من أمس، خلال اجتماع لوزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إلى مسألة «المعلومات المضلّلة»، التي تقول إن روسيا مسؤولة عنها، في تعاطيها مع الأزمة المتعلقة بانفصال كاتالونيا.
وكانت مدريد قد أعربت، نهاية الأسبوع الماضي، عن قلقها حيال أنشطة روسيا على مواقع التواصل الاجتماعي في ما يتعلق بكاتالونيا، عقب تقارير وصور اعتبرتها مضلّلة تمّت مشاركتها بشكل واسع عبر الإنترنت، ما أجج الخلاف الناجم عن الاستفتاء على الاستقلال الذي جرى في الأول من تشرين الأول.
وتلك ليست المرة الأولى التي تتهم فيها أطراف أوروبية أو غربية، روسيا بالتدخل أو التأثير في شؤونها الداخلية، إذ يعتقد الأميركيون أن موسكو حاولت التأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية التي فاز بها دونالد ترامب، وعلى الحملة التي سبقت التصويت لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي في بريطانيا. ومن المتوقع أن يعمل وزراء الاتحاد الأوروبي على زيادة مواردهم لمواجهة ما يسمونه «حملات التضليل الروسية». وأعلن وزير الخارجية الإسباني، ألفونسو داستيس، أنه سيثير «مسألة كيفية تطور المعلومات المضللة والتلاعب الذي أحاط بالاستفتاء والأحداث التي تعاقبت في كاتالونيا». من جهتها، قالت وزيرة الدفاع الإسبانية، ماريا دولوريس دي كوسبيدال، من الواضح أن الكثير من الرسائل على مواقع التواصل الاجتماعي المحيطة بأزمة كاتالونيا كانت صادرة من الأراضي الروسية، رغم أنه لا يزال من الضروري التثبت من ارتباطها بالكرملين.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)