وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس إلى مطار بكين قادماً من العاصمة الكورية الجنوبية سيول، في مستهل زيارة تنتهي يوم غد الجمعة. مُدّ البساط الأحمر حتى في «المدينة المحرمة»، مقر قصور أباطرة الصين القدامى، احتفاءً بالضيف الذي حمل على الصين بشدة قبل عام، واتهمها بسرقة ملايين الوظائف من الولايات المتحدة، خلال حملته الانتخابية.
وفي مستهل محطة تعدّ الأكثر أهمية في جولته الآسيوية التي يسعى خلالها إلى تشكيل «جبهة موحدة» في وجه تهديدات كوريا الشمالية النووية، جال والرئيس شي جين بينغ في «المدينة المحرمة»، لينتقلا بعد ذلك إلى مشاهدة عرض من الأوبرا الصينية. وقد هنّأ الرئيس الأميركي نظيره الصيني على فوزه بولاية جديدة على رأس الحزب الشيوعي الصيني، والبلاد (مدتها خمس سنوات).
وكان ترامب قد غرّد في وقتٍ سابق قائلاً: «أنتظر بفارغ الصبر لقاء الرئيس شي الذي حقق للتوّ نصراً سياسياً عظيماً»، في محاولة لإرضاء شي قبل المحادثات الصعبة المقبلة بشأن التجارة وكوريا الشمالية. بدوره، توقع شي أن تؤدي زيارة ترامب إلى نتائج «إيجابية ومهمة».

البيت الأبيض: ضغط الصين على كوريا الشمالية اقتصادياً سيضبط سلوكها


ويحاول الرئيس الأميركي دفع نظيره الصيني إلى القيام بالمزيد لتشديد الخناق اقتصادياً على كوريا الشمالية، والتعامل مع مسألة الفائض التجاري الصيني الضخم مع الولايات المتحدة؛ فالبيت الأبيض يعتبر بكين بمثابة «مفتاح لضبط سلوك كوريا الشمالية»، إذ إن الصين شريانها الحيوي الاقتصادي، وتعتمد عليها في 90% من تجارتها.
وكان ترامب قد رسم صورة قاتمة لبيونغ يانغ، واصفاً نظامها بأنه «قمعي واستبدادي». وقال في خطابٍ أمام البرلمان الكوري الجنوبي، خلال زيارة قام بها قبل أيام، إن الناس في كوريا الشمالية «يفضّلون حياة العبودية في الخارج على أن يبقوا في بلدهم»، مشيراً إلى أنه لن يخشى تهديدات بيونغ يانغ.
وأضاف ترامب «لن نسمح بتعريض أميركا أو حلفائنا للابتزاز أو الهجوم، أو بأن تكون المدن الأميركية مهدّدة بالدمار»، ملمّحاً إلى ما سيطلبه من بكين حيال بيونغ يانغ عبر قوله: «لا يمكنكم تقديم الدعم ولا الموارد (لكوريا الشمالية) ولا القبول بذلك».
وبينما دان ترامب السلطات في بيونغ يانغ، إلا أنه أظهر انفتاحاً حيال الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون الذي أشرف على التطور السريع الذي شهدته تكنولوجيا السلاح في بلاده، واصفاً كوريا الشمالية بـ«أنها جحيم لا يستحقه أحد». وعرض ترامب على كيم «طريقاً نحو مستقبل أفضل بكثير»، بشرط أن تتوقف بلاده عن تطوير صواريخها البالستية و«نزع تام وقابل للتحقق منه بشكل كامل لسلاحها النووي».
وعلى هامش الزيارة، وقّعت الولايات المتحدة والصين، أمس، اتفاقيات ثنائية (19 اتفاقية) بقيمة 9 مليارات دولار، في قاعة الشعب الكبرى، بحضور وزير التجارة الأميركي ويلبر روس، الذي يشارك ترامب هذه الزيارة، ونائب رئيس الوزراء الصيني، فانغ يانغ.
وقال يانغ إن هذه الاتفاقية المبرمة بين الجانبين «ستسهم في تحقيق التوازن التجاري في العلاقات الصينية ــ الأميركية خلال المرحلة القادمة»، أما روس فأوضح أن «ضمان تحقيق المعاملة العادلة تجاه شركات البلدين هو هدف مشترك بالنسبة للبلدين».
(الأخبار، رويترز، الأناضول)