أعلنت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي في إيران تأييدها قوات «الحرس الثوري» في «اتخاذ أي إجراء ضد القوات الأميركية رداً بالمثل في حالة تنفيذ تهديداتها ضد الحرس». وجاء في بيان للجنة أمس أن «قوات حرس الثورة قامت في السنوات التي تلت انتصار الثورة الاسلامية بأهم دور في المحافظة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقيم الثورة والشعب»، وكذلك كان لها دورها البارز في «إرساء الأمن في العراق وسوريا، ومحاربة الجماعات الإرهابية، ولا سيما داعش...
رغم هذه الحقائق فإن الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) هدّد بإدراج قوات حرس الثورة في قائمة الجماعات الإرهابية».
ووفق البيان، فإن هذا التأييد مستند إلى المادة 4 من قانون مواجهة الإجراءات الأميركية، أي إنّ «من حق الحرس... مثلما يتصدى للجماعات الإرهابية أن يتصدى للقوات الأميركية أيضاً».
تعقيباً على ذلك، قال المتحدث باسم القوات المسلحة الإیرانیة، العمید مسعود جزائري، إن «العالم بدأ یضجر من سلوك أمیركا، وحان الوقت لنلقن أمیركا دروساً جدیدة»، مضيفاً في حديث صحافي أمس، أن «سیاسة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة ومنطقها في سیاق النهوض بالقدرات الدفاعیة للبلاد لا يقبلان التردد... الیوم وفي الوقت الذي یهددنا الأميركيون فيه رسمياً بالخیار العسكري، باتت شعوب العالم تفهم أكثر موقف إیران الحكیم».
وشدد جزائري على أن «عهد الهیمنة الأمیركیة في غرب آسیا قد ولى، كذلك فإن المشروع الأميركي للشرق الأوسط الجدید قد فشل».
في هذا السياق، قال عضو «مجمع تشخيص مصلحة النظام»، علي أكبر ولايتي، إن «على الأميركيين أن يعلموا أن الحرس الثوري يمثل الشعب الإيراني في كل جبهات المقاومة»، مضيفاً في حديث مع الصحافيين أمس بعد لقائه السفير السوري لدى طهران، أن فرض الحظر على قوات «الحرس» ليس جديداً، خاصة أنه «لولا توجيهات الحرس الثوري واستشاراته، لكانت داعش تحكم في سوريا والعراق... لذا الأميركيون مستاؤون منه».
كذلك، أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن بلاده ستردّ على الأميركيين في حال ارتكابهم ما سماه «الخطأ الاستراتيجي» بإدراج «الحرس الثوري» على «لائحة الإرهاب»، مشدداً على أن «الحرس فخر للبلاد وضمانة للدفاع عنها، وديمومة الثورة وحراسة الحدود». وقال ظريف إن «إجراءات قد أخذت بنظر الاعتبار في هذا المجال، من الجمهورية الإسلامية، وستُعلَن» في الوقت المناسب. لكنه أكد أن قدرات إيران هي «للدفاع عن البلاد أمام أي إرادة سلبية ضد شعبنا، وليست قابلة للتفاوض»، مضيفاً أن «الغربيين يدركون هذا الموضوع جيداً، وبصورة كاملة».

كشف ظريف عن إجراءات جاهزة للرد ستُعلن في وقتها المناسب


وفي ما يخص احتمال إلغاء الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مشاركة الولايات المتحدة في الاتفاق النووي، قال وزير الخارجية الإيراني: «لقد أعلنّا مراراً أن الجمهورية الإسلامية تحدّد سياساتها على أساس الاستفادة من منافع الاتفاق النووي»، مضيفاً أن لها خيارات عدة في إطار الاتفاق أو خارجه، لكن «أميركا لم تصل في هذه المرحلة إلى الخروج من الاتفاق النووي، ولها برنامج آخر... في الواقع سياسات حكومة ترامب مبنية على أساس حرمان إيران منافع الاتفاق النووي».
واستدرك أيضاً: «لن نسمح بأن تقوم أميركا بمثل هذه الخطوة، ولقد نجحنا لغاية الآن في ذلك». ووفق تصريحات رسمية، اجتمعت أمس «هيئة الإشراف على تنفيذ الاتفاق النووي» في طهران على أن تعلن نتائج اجتماعها في وقت لاحق.
في هذا الوقت، قال رئیس «منظمة الطاقة الإيرانية»، علي أكبر صالحي، إن الاتفاق النووي شكل انطلاقة لحقبة جدیدة من التعاون بین إیران والمجتمع الدولي، لافتاً إلى أن مصیر الاتفاق أصبح أكثر القضایا سخونة وأهمیة. وفي تصريح على هامش مؤتمر نزع السلاح النووي في روما، أمس، شدد صالحي على أن «الجمهورية الإسلامية في إيران ستقوم بالرد المناسب، في حال المساس بالاتفاق».
وأضاف: «ما دام الآخرون يلتزمون الاتفاق، نحن أيضاً سنواصل التزامنا له... (لكن) إذا ما قرّروا نقض العهود فستقوم إيران بالرد المناسب قطعاً». وبيّن صالحي أنه خلال المؤتمر «تناغمت معظم آراء المشاركين مع الموقف الإيراني القائم على أن الاتفاق النووي إنجاز ثمين للغاية، وينبغي للمجتمع الدولي بأسره أن يتكاتف من أجل الحفاظ عليه ودعمه».
إلى ذلك، قال الرئيس حسن روحاني إن إيران «عازمة على تطوير التعاون والعلاقات الودية مع دول الجوار»، مضيفاً خلال لقائه رئيس وزراء أرمينيا كارن كارابتيان، يوم أمس، أن ذلك يشمل أرمينيا «كبلد صديق وجار حظي دوماً بأهمية كبيرة». لكن روحاني أشار إلى أن الأوضاع في المنطقة، ولا سيما في سوريا واليمن والعراق، تمثل «مبعث قلق»، في حين أن «موقف إيران المتوازن في إطار قضايا المنطقة يعزز السلام والاستقرار».