قبل يوم واحد من موعد استفتاء «تقرير المصير»، الذي أقرّه إقليم كاتالونيا في 9 حزيران الماضي، حثّ الانفصاليون أنصارهم على تحدّي الحكومة المركزية في مدريد عبر دعوتهم إلى الإقبال «السلمي» على مراكز الاقتراع، وذلك بعدما أصدرت هذه الحكومة أوامر للشرطة لإغلاق صناديق الاقتراع.
ووسط مخاوف من أن تتسبب محاولات مدريد إفشال الاستفتاء في تفجّر اضطرابات في الشوارع، دعت «الجمعية الوطنية» الكاتالونية وجماعة «أومنيوم» المؤيدتان للانفصال سكان الإقليم إلى «تشكيل صفوف إذا وجدوا الشرطة تحرس مراكز الاقتراع»، وأضافتا في وثيقة داخلية وزعت على الأعضاء، أن «الأولوية يوم الاستفتاء هي تقديم صورة موحّدة ومسؤولة للعالم، حتى ولو بالوقوف في صفوف طويلة من دون تصويت حقيقي». وشدّدتا على «المقاومة السلمية وعدم العنف... إذا لم يتسنّ لكم دخول مراكز الاقتراع لا ينبغي عليكم بأيّ حال من الأحوال الرد بالعنف»، مؤكدتان أن «صورة الملايين من الناس يصطفون وهم يمسكون أوراق الاقتراع بأياديهم ستكون أكثر إثارة للإعجاب».

رئيس الإقليم: سنذهب
حتى النهاية ونتحمّل
مسؤولية تنظيم التصويت

وفي السياق، أعلن نائب رئيس كاتالونيا، أوريول جونكيراس، أن: «صوّتوا مع التزام السلوك المتحضّر والمسؤول»، داعياً المقترعين إلى عدم الرد على استفزازات من سيسعون إلى منع التصويت.
وفي خطوة تدل على التصميم على المضيّ في إجراء الاقتراع، وفي ظل مضاعفة مدريد عمليات الدهم والتهديد بفرض عقوبات على كاتالونيا، أكد رئيس الإقليم كارلس بيغ ديمونت، أول من أمس، خلال اجتماعٍ مع ممثلي المراكز التعليمية، «أننا سنذهب حتى النهاية»، مشيراً إلى أنه يتحمّل مع حكومته «مسؤولية» تنظيم التصويت.
وأعلنت السلطات الكاتالونية، أمس، أنهم ينوون توفير أكثر من «2300 مكتب تصويت نهار الأحد». وقال المتحدث باسم حكومة كاتالونيا، جوردي تورول، إنه «سيكون لدينا 2315 مكتب تصويت» للاستفتاء الذي دُعي 5.3 ملايين ناخب للمشاركة فيه، مضيفاً أن نحو 7300 شخص سيشاركون في تسيير مكاتب التصويت، وموضحاً أنّ «برشلونة وحدها تعدّ 1.6 مليون ساكن وسيفتح فيها 207 مكاتب تصويت».
ومنذ أسابيع، تسعى السلطات في الإقليم إلى إخفاء صناديق الاقتراع وبطاقات التصويت، خوفاً من أن تصادرها السلطات المركزية، كما تعمل على فتح مواقع إلكترونية لتمكين الناخبين من معرفة أماكن مراكز الاقتراع. وقد صادر الحرس المدني، أول من أمس، 2.5 مليون بطاقة تصويت وأربعة ملايين مغلّف في مستودع في إيغالادا بالقرب من برشلونة. كذلك عثر على حوالى مئة صندوق اقتراع، لكن لم يعرف ما إذا كانت كلها مرتبطة بالاستفتاء.
وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، أمر قضاة ومدّعون بإغلاق مواقع إلكترونية على صلة بالتصويت، وباعتقال كبار القيّمين على تنظيم الاستفتاء. وعمد المجلس الانتخابي، الذي أُنشئ للإشراف على التصويت، إلى حلّ نفسه لتفادي غرامات قاسية ضده، في حين أمر قاضٍ، الأربعاء، الشرطة بمنع تحويل الأبنية العامة إلى مراكز اقتراع.
وتظهر استطلاعات الرأي أن الكاتالونيين منقسمون حيال الاستقلال، إلا أن غالبية السكان (أكثر من 70 في المئة) ترغب في التعبير عن رأيها عبر استفتاء مشروع لحلّ هذه المسألة.
في غضون ذلك، دعت السلطات الألمانية مواطنيها في كاتالونيا إلى توخّي الحذر، خشية حدوث «تصعيد» بسبب تنظيم الاستفتاء. وعدّلت الخارجية الألمانية، على موقعها على الإنترنت، التوصيات للمسافرين، ونصحت الألمان الموجودين في كاتالونيا بـ«متابعة وسائل الإعلام المحلية وتفادي التجمعات الكبرى، والتقيّد حرفياً بتوصيات قوات الأمن».
وشدّدت الوزارة على أن «الشرطة والقضاء الإسبانيين سيسعيان إلى منع الاقتراع»، مشيرة إلى أنه «يمكن أن تُنظم تظاهرات كرد فعل، خصوصاً في برشلونة»، عاصمة إقليم كاتالونيا، «ومن غير المستبعد حصول تصعيد».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)