أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، بأن كوريا الشمالية كثّفت جهودها لإنتاج أجزاء لمفاعل نووي جديد تقوم ببنائه، بينما تواصل العمل في المفاعل الرئيسي الموجود الذي يوفر الوقود لقنابلها الذرية. وجاء تقرير الوكالة في الوقت الذي أعلنت فيه اليابان تشديد عقوباتها على كوريا الشمالية، من خلال تجميد أصول شركات صينية وناميبية يشتبه في قيامها بصفقات تجارية مع بيونغ يانغ.
وأجرت كوريا الشمالية تجربتين نوويتين وعشرات من التجارب الصاروخية، منذ بداية العام الماضي، متحدية الولايات المتحدة، الأمر الذي أثار مخاوف من نشوب صراع في شبه الجزيرة الكورية المدجّجة بالسلاح. ولم يتضح ما إذا كان بوسع بيونغ يانغ تصغير قنبلة نووية بما يكفي لوضعها على رأس صاروخ من هذا القبيل، ومن المعتقد على نطاق واسع أنها لا تستطيع حتى الآن وقاية مثل هذا الرأس الحربي من الحرارة المتولّدة عندما يعود الصاروخ لدخول الغلاف الجوي للأرض. لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت في تقرير لمؤتمرها العام السنوي، إن جهود بيونغ يانغ لإنتاج مواد لازمة للقنابل النووية مستمرة. ولا تستطيع الوكالة دخول كوريا الشمالية، فيما تراقب أنشطتها بشكل أساسي من خلال صور الأقمار الصناعية.

حذّرت بيونغ يانغ لندن من نهاية بائسة إذا شاركت في المناورات


وأشار تقرير الوكالة إلى أن «هناك ما يشير في منطقة بناء مفاعل المياه الخفيفة إلى زيادة في الأنشطة، تتوافق مع صنع مكونات معينة للمفاعل». إلا أن «الوكالة لم ترصد علامات على تسليم أو إدخال مكونات رئيسية إلى المبنى الذي يضم المفاعل». ومن المتوقع أن يكون المفاعل الجديد أكبر من المفاعل التجريبي الحالي في يونغ بيون. وأضافت الوكالة أنه كانت هناك علامات على أن المفاعل التجريبي استمر في العمل. وقال تقريرها السابق إن هذا المفاعل أعيد تزويده بالوقود في عام 2015، وإن قضبان الوقود تلك سيتم التخلص منها على الأرجح بعد عامين. وأكد تقرير اليوم هذا التكهن، قائلاً إن من المتوقع استمرار دائرة الوقود تلك حتى أواخر 2017. وعلى الرغم من عدم معرفة الكثير عن جهود كوريا الشمالية لإنتاج اليورانيوم العالي التخصيب، أشار التقرير إلى أن تلك الأنشطة استمرت في يونغ بيون.
في غضون ذلك، أعلنت اليابان تشديد عقوباتها على كوريا الشمالية من خلال تجميد أصول شركات صينية وناميبية يشتبه في قيامها بصفقات تجارية مع بيونغ يانغ. وجاء قرار اليابان بعد أيام على قرار الولايات المتحدة فرض تدابير ضد عشرة كيانات وستة أفراد من الصين وروسيا، لاتهامهم بتقديم مساعدة مالية لكوريا الشمالية، ولا سيما من خلال استيراد الفحم منها. وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية، يوشيهيدي سوغا، خلال مؤتمر صحافي: «سنواصل توجيه نداءات شديدة (إلى كوريا الشمالية) لحضّها على التحرّك في اتجاه نزع الأسلحة النووية»، مضيفاً أن «الوقت قد حان لتشديد الضغوط».
وتشمل العقوبات اليابانية الجديدة أربع شركات صينية وشركتين من ناميبيا، إضافة إلى فردين. ورداً على هذه الإجراءات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونينغ: «نعارض بشدة فرض عقوبات أحادية خارج إطار مجلس الأمن الدولي، خصوصاً عندما تستهدف شركات وأفراداً صينيين». وأضاف: «ندعو اليابان إلى وقف» هذا النوع من التحركات، مؤكداً أنها «إذا أصرّت على هذا الموقف فعليها أن تتحمّل العواقب».
وفي سياق متصل، أعلن وزير الدفاع الياباني إتسونوري أنوديرا أن بلاده ستجري، الثلاثاء المقبل، مناورات عسكرية ستستخدم فيها منظومة الدفاع الجويPatriot Advanced Capability-3. ونقلت وكالة «شينخوا» الصينية عن الوزير قوله إن المناورات ستنظم في القاعدتين العسكريتين الأميركيتين اللتين تقعان غرب العاصمة اليابانية طوكيو ومحافظة ياماغوتشي جنوب البلاد. وقال أنوديرا إن التدريبات العسكرية «ستسهم في تقوية التحالف الياباني ــ الأميركي في المستقبل». وأضاف أن اليابان ستجري في 7 أيلول المقبل مناورات عسكرية في القاعدة الأميركية الواقعة شمال البلاد.
في مقابل ذلك، حذّرت كوريا الشمالية بريطانيا من «نهاية بائسة» إذا شاركت في المناورات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية التي انطلقت يوم الإثنين الماضي.
ووصفت بيونغ يانغ واشنطن وسيول بالمثيرتين للحرب، وذكرت أن هذه المناورات هي دليل آخر على مزاعمهما للتدخل في كوريا الشمالية. ووصفت بيونغ يانغ خصومها بـ«مهووسي الحرب» و«رضع أغبياء غير ناضجين».
وجاء في بيان صادر عن وكالة أنباء كوريا الشمالية الرسمية في هذا الصدد: «إن الواقع يظهر أن طموحات واشنطن في تضييق الخناق على كوريا الشمالية ما زالت قائمة، بالإضافة إلى حرص مجموعة الدمى الأميركية على التدخل في كوريا الشمالية الذي يبقى بدون تغيير»، مضيفاً: «لا نحذر الولايات المتحدة ومجموعة الدمى الأميركية فحسب، بل وحلفاءها مثل بريطانيا وأستراليا أيضاً، اللتين تحاولان الاستفادة من المناورات العسكرية الجارية ضد الشمال، من أنهما ستواجهان «نهاية بائسة» في حال انضمامهما إلى هذا اللعب بالنار».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)