تعهّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ببناء جدار عملاق على الحدود مع المكسيك مهما كلّف هذا الأمر، ملوّحاً باستعداده لتعليق عمل الحكومة من أجل الحصول على الأموال الضرورية. وقال، خلال تجمع لأنصاره في ولاية أريزونا: «سنبني هذا الجدار، حتى إذا اضطررنا إلى إغلاق الحكومة»، مهدداً في الوقت ذاته بإلغاء اتفاقية التجارة الحرة في أميركا الشمالية (نافتا).
وجاء تهديد ترامب بتعليق عمل الحكومة، في الوقت الذي يتصاعد فيه الجدل بشأن تخصيص التمويل لمشروع بناء الجدار، الذي من شأنه أن يحدّ من تدفّق المهاجرين غير الشرعيين من المكسيك إلى الأراضي الأميركية. وسبق للرئيس الأميركي أن حاول إجبار المكسيك نفسها على دفع فاتورة بناء الجدار، لكنها رفضت مطالبه بشكل قطعي.
ويُعَدّ تهديد ترامب بإغلاق الحكومة واقعياً، لأن مؤسسات السلطة التنفيذية الفيدرالية ستضطر إلى تعليق عملها إن لم يتوصل الكونغرس إلى توافق بشأن المخصصات المالية في الميزانية، بحلول 30 أيلول المقبل. وكان الديموقراطيون في الكونغرس قد رفضوا قبول أي صيغة توافقية بشأن النفقات، تتضمن مخصصات لبناء الجدار. وإذا أصدر الكونغرس قانوناً بشأن النفقات لا يشمل مشروع الجدار، فقد يرفض ترامب توقيعه أو يلجأ إلى حق النقض ضده، ما سيؤدي إلى إغلاق الحكومة.

وزير الخارجية المكسيكي: تصريحات الرئيس
الأميركي لن ترهب بلادنا

وفي السياق، نقلت تقارير إعلامية عن مستشارين كبار في البيت الأبيض قولهم إن ترامب أكد لهم استعداده للجوء إلى أي وسيلة قد تكون ضرورية للحصول على مبلغ كافٍ سيسمح بالشروع في بناء الجدار من دون تباطؤ. وشدّد ترامب على أنه لن يقبل أي حلول وسط بشأن البنود الأخرى في الميزانية، إلا بشرط تخصيص المبلغ المرجوّ في مشروع الجدار على الحدود مع المكسيك.
في غضون ذلك، رفضت المكسيك وكندا، أمس، أحدث تهديدات ترامب بإلغاء اتفاقية «نافتا»، التي أطلقها خلال التجمّع في أريزونا، حيث ألقى بظلال من الشك على أي اتفاق لتحسين الاتفاقية، قائلاً: «سينتهي بنا المطاف، على الأرجح، لإلغاء نافتا في وقت ما».
وانتهت محادثات أولية بين المكسيك والاتحاد الأوروبي وكندا، لتحديث الاتفاقية في واشنطن مطلع الأسبوع، وسط مؤشرات على انقسام عميق بشأن قضايا رئيسية. ومن المقرر أن تبدأ مناقشات جديدة في مكسيكو، في الأول من أيلول.
ولطالما وصف ترامب الاتفاقية المبرمة عام 1994، بأنها سيئة تضرّ العمال الأميركيين، مشدداً على أنه ينبغي إعادة التفاوض عليها أو إلغاؤها.
وأكد وزير الخارجية المكسيكي لويس فيديغاراي، أن تصريحات ترامب لن ترهب المكسيك في المفاوضات. وقال لتلفزيون المكسيكي: «إنه يتفاوض بطريقته».
كذلك، أشار وزير الاقتصاد إيلديفونسو غواخاردو، في بيان، إلى أن المكسيك لديها «خطة بديلة محددة بوضوح شديد»، في حال فشل محادثات «نافتا»، لكنه أحجم عن الخوض في تفاصيل.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، للصحافيين في مونتريال، أن مسؤوليه «سيظلون يركزون على العمل الشاق الذي ينتظرنا على طاولة التفاوض»، مضيفاً: «لا أرى شيئاً يتغير في ذلك».
ولم يشر ترودو مباشرة إلى تصريحات ترامب، فيما أكد مسؤول كندي، في وقت سابق، أن تهديداته لن تردع بلاده، وأن الحكومة تتأهب للحظات صعبة.
وأضاف المسؤول: «دائماً ما كانت هذه ورقة نعلم أن الرئيس سيستخدمها على الأرجح، ربما كان (استخدامها) في وقت مبكر قليلاً عن المتوقع».
(الأخبار، رويترز)