بعد ثلاثة أيام من الحداد الوطني، كرّم أهالي برشلونة في قداس، ضحايا الاعتداءين اللذين قضى فيهما 14 شخصاً، فيما تتركز تحقيقات الشرطة على إمام مسجد تقول إنه أسهم في تطرف الخلية التي نفذت هجومي برشلونة وكامبريلس.
وأعلنت شرطة إقليم كاتالونيا، أمس، بدءها عملية مطاردة واسعة بحثاً عن يونس أبو يعقوب (22 عاماً) الذي يعتقد أنه قاد، بحسب وسائل الإعلام، الشاحنة الصغيرة بسرعة جنونية يوم الخميس الماضي في شارع لاس رامبلاس، ودهس المارة، فيما أثارت احتمال فراره إلى فرنسا.
وبعد يوم من إعلان الشرطة قيامها بـ«عملية أمنية كبيرة»، أكد قائد شرطة إقليم كاتالونيا، جوزف لويس ترابيرو، أن الخلية المسؤولة عن الهجومين حضرت «لتفجير أو أكثر» في برشلونة عبر 120 جرة غاز عُثر عليها في منزل في منطقة ألكانار جنوب غرب البلاد. ووفق مسؤول في الشؤون الداخلية في كاتالونيا، فإن الخلية التي خططت للاعتداءَين لم تعد قادرة على إلحاق الأذى، علماً أن بعض أعضائها لا يزالون فارين. في المقابل، أوضح ترابيرو أنه لا يستطيع تأكيد هوية من كان يقود السيارة التي قتلت 14 شخصاً في برشلونة.

لم تبدُ علامات التطرف على أكثرية الشبان المشاركين في الخلية

وذكرت صحيفة «إل بايس» الإسبانية أن أعضاء الخلية المؤلفة من 12 شخصاً هم مغاربة أو من أصول مغربية وترعرعوا في بلدة ريبولي الكاتالونية، فيما قال رئيس الجمعية الإسلامية في البلدة، علي ياسين، إنهم «كانوا شباباً عاديين» و«لم ينتظموا في الصلاة كثيراً. لم نظن قط أن هذا يمكن أن يحدث». ويعدّ ثمانية على الأقل من المشتبه فيهم في ريبولي، التي تقع على مسافة ساعتين بالسيارة من برشلونة، غير «لافتين للانتباه». وقالت الشرطة إن السلطات لم تضع أياً منهم تحت المراقبة، كذلك قال جيران تابعوا نشأتهم في البلدة الجبلية الهادئة إنهم لم تبدُ عليهم أي علامات على التطرف.
لكن، وفق الصحيفة، فإن الشبهات تدور حول إمام أحد المساجد في ريبولي، هو عبد الباقي السطي، الذي قد يكون قد أسهم في تطرف الشبان الذين شكلوا الخلية المنفذة لهجومي برشلونة وكامبريلس. وأضافت «إل بايس» أن الشرطة فتشت صباح أول من أمس منزل الإمام في ريبولي. وذكرت وسائل الإعلام الإسبانية نقلاً عن مصادر في الشرطة أن رجال الأمن كانوا يريدون الحصول على عينات للحمض النووي ومقارنتها بالبقايا التي عثر عليها في منزل وقع فيه انفجار في ألكنار، وقد تكون لثلاثة رجال. وقال نور الدين، الذي يقيم مع السعدي في منزله، ورفض ذكر اسم عائلته، إن الشرطة فتّشت منزلهما صباح السبت. وذكرت وسائل الإعلام أن عبد الباقي السطي سجن لارتكابه جنحاً صغيرة من قبل. ونقلت صحيفتا «إل بايس» و«إل موندو» عن مصادر في جهاز مكافحة الإرهاب أنه التقى في السجن الذي خرج منه في كانون الثاني 2012 سجناء على علاقة باعتداءات آذار 2004 التي أدت إلى مقتل 191 شخصاً في قطارات للضواحي في مدريد.
وتبنى تنظيم «داعش» اعتداء برشلونة، ثم أعلن مسؤوليته عن اعتداء كامبريلس الذي سقط فيه قتيل واحد وعشرة جرحى بعد منتصف ليل الخميس ــ الجمعة. وقررت الحكومة، أول من أمس، الإبقاء على مستوى التأهب عند الدرجة الرابعة، متجنبة الدرجة الخامسة التي تشير إلى خطر وقوع اعتداء وشيك، لكنها عززت الإجراءات الأمنية في أوج الموسم السياحي.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)