افتتحت الصين أمس في جيبوتي أول قاعدة عسكرية لها في الخارج، على أبواب البحر الأحمر، في حفل حضره قائد البحرية الصينية ووزير دفاع جيبوتي و300 شخص، وفق ما قالت الإذاعة الصينية الرسمية.
وتزامن الافتتاح مع الذكرى التسعين لتأسيس الجيش الأحمر الصيني التي احتفل بها في بكين، وألقى خلالها الرئيس شي جين بينغ خطاباً أكد فيه ثقة بلاده بقدرتها على التصدي لأي هجوم، فيما يشتد التوتر بين الصين والهند على خلفية نزاع حدودي.
وبدأت الصين في التخطيط لبناء قاعدة عسكرية في جيبوتي العام الماضي بهدف استخدامها في إمداد سفن القوات البحرية التي تشارك في مهمات حفظ السلام والإغاثة قبالة سواحل اليمن والصومال، بالإضافة إلى دعم عمليات مكافحة القرصنة وإجلاء المواطنين في حال نشوب أزمة. ويشار إلى أن البحرية الصينية موجودة منذ نهاية عام 2008 قبالة الصومال وفي خليج عدن في إطار الجهود الدولية لمحاربة القراصنة في المنطقة. كذلك، يشرف حالياً الرئيس الصيني على برنامج لتحديث الجيش يتضمن تطوير إمكانات الجيش للعمل بعيداً عن حدود البلاد.

ترى واشنطن أن
القاعدة الصينية في جيبوتي تعكس نفوذ الصين المتنامي

وهذه القاعدة اللوجستية، التي بدأ بناؤها مطلع عام 2016، هي الأولى من نوعها بالنسبة إلى الصين، وستستخدم لتعزيز «المواكبات البحرية في أفريقيا والشرق الأوسط وعمليات حفظ السلام (التابعة للأمم المتحدة) والمساعدات الإنسانية»، وفق بيان نشرته وزارة الدفاع الشهر الماضي لدى إعلان مغادرة عناصر من البحرية باتجاه القرن الأفريقي.
وتتمتع جيبوتي التي يعيش فيها 800 ألف نسمة بموقع استراتيجي عند مضيق باب المندب الذي يشهد حركة ملاحة كثيفة، بالإضافة إلى أنها تستقبل قاعدة «ليمونييه» العسكرية الأميركية وهي القاعدة الوحيدة للولايات المتحدة في القارة الأفريقية، إلى جانب قواعد عسكرية فرنسية وإيطالية وإسبانية ويابانية.
وترى الولايات المتحدة أن القاعدة الصينية «تعكس وتعزز نفوذ الصين المتنامي، ونطاق تحرك قواتها العسكرية»، وفق ما قالت وزارة الدفاع في حزيران. ورفضت الصين هذه الاتهامات، مؤكدة أنها «لا تسعى إلى التوسع عسكرياً».
من جهة ثانية، يتوقع أن تثير القاعدة الصينية في جيبوتي قلق الهند التي تخشى من تحركات الصين في المحيط الهندي، في حين تشهد العلاقات بين البلدين توتراً بسبب خلاف حدودي في الهيملايا.
وفي هذا الإطار، أكد الرئيس الصيني، أمس، أن بلاده مستعدة لمواجهة أي اجتياح قد تتعرض له. وقال في خطاب ألقاه في الذكرى التسعين لتأسيس الجيش الأحمر إن «الشعب الصيني مولع بالسلام. لن نسعى أبداً إلى العدوان ولا إلى التوسع، لكننا واثقون من أن بمقدورنا الانتصار على أي اجتياح».
وتابع أن بلاده لن تدع «إطلاقاً أي شعب أو منظمة أو حزب سياسي يفصل أي جزء كان من الأراضي الصينية»، مضيفا أنهً «يجب ألا يتوقع أي كان أن نتجرع كأساً مرّة تضر بمصالح سيادتنا أو أمننا أو نموّنا».
يشار إلى أن التوتر يسود منذ أكثر من شهر في المنطقة الحدودية في الهضبة الاستراتيجية من جبال دوكلام التي تسميها الصين دونغلانغ، والتي تقع في مثلث الحدود بين الهند والصين وبوتان، وتتنازع السيادة عليها الدول الثلاث. وأرسلت نيودلهي قوات إلى المنطقة لوقف أشغال باشرتها الصين لشق طريق تقول الهند إنها تتعدى من خلاله على أراضيها. وتعتبر بكين أن المنطقة تابعة لها وتطالب برحيل القوات الهندية، فيما سبق أن تواجه البلدان في نزاع حدودي عام 1962.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)