لا يزال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يحاول الحدّ من تداعيات انكشاف اجتماع نجله البكر مع محامية روسية قبل عام، على شعبيته التي، وفق آخر استطلاع للرأي، انخفضت إلى 36 في المئة.ومن ضمن الخطوات التي اتخذها الرئيس الأميركي تعيين المحامي والشريك في مؤسسة «هوغان لافيلز» تاي كوب، مستشاراً قانونياً خاصاً للعمل وسيطاً بين البيت الأبيض والكونغرس، وذلك في وقت تتواصل فيه التحقيقات بشأن الاجتماع «السرّي» الذي أعاد إلى الواجهة العلاقة «المثيرة للجدل» التي تجمع ترامب مع موسكو.

ويجري محقق فدرالي خاص وعدد من لجان الكونغرس تحقيقات في «صلات» محتملة بين مسؤولين روس وحملة ترامب الانتخابية، تأتي في سياق ما تصفه أجهزة استخبارات أميركية بـ«التدخل الروسي» في الانتخابات الرئاسية العام الماضي. وجاء تعيين كوب، الذي سيشغل منصب شبيه بمنصب المحامي إميت فلود الذي عيّنه الرئيس السابق جورج بوش الابن، بعد أن طرح اثنان من أعضاء الكونغرس ينتميان إلى «الحزب الديموقراطي»، مبادرة لعزل ترامب عن منصبه بحجة «عمله على عرقلة سير التحقيق» بصلاته بموسكو، التي بدورها نفت مراراً تدخلها في الشؤون الأميركية.
وفي تفاصيل آخر التهم الموجهة إلى ترامب، اجتماع جمع بين نجله البكر دونالد، وصهره جاريد كوشنر، ومدير حملته الأول بول مانافورت، قبل عام في برج ترامب في نيويورك، مع المحامية الروسية ناتاليا فيسلنيتسكايا و«رجل مخابرات روسي سابق» بهدف «الحصول على معلومات ضد هيلاري كلينتون»، التي كانت مرشحة رئاسية آنذاك.
وردّاً على الاتهامات، نشر ترامب الابن على حسابه الشخصي على موقع «تويتر» سلسلة رسائل إلكترونية تبادلها مع الشخص الذي نظّم لقاءه مع فيسلنيتسكايا، إذ كان من المتوقع أن تقدّم الأخيرة معلومات عن «اتصالات بين الكرملين والحملة الانتخابية لكلينتون»، إلّا أنها ــ وفق الرسائل ــ «لم تقدّم أي معلومات واضحة». ويأتي تعيين ترامب للمحامي الخاص للردّ على ما سمّاه «أكبر عملية مطاردة أشباح في تاريخ البلاد»، في وقت يتزايد فيه الحديث عن تضاعف إنفاق الرئيس على المحامين، ليصل المبلغ إلى «ملايين الدولارات»، وفق ما ذكرت صحيفة «بوليتيكو». وتقول الصحيفة إن ترامب «دفع 667 ألف دولار لمحامين مقابل استشارات قانونية بين نيسان وحزيران من هذا العام»، مشيرة إلى أن المبلغ تضاعف مقارنةً بالفترة الممتدة من كانون الثاني إلى آذار الماضي. وفي هذا السياق، كشفت وسائل الإعلام أن الحملة الانتخابية لترامب دفعت مبلغ 50 ألف دولار لمكتب «آلان اس. فيوترفاس» للمحاماة قيل إنها لتغطية رسوم «استشارات قانونية»، وذلك قبل أسبوع من انتشار خبر الاجتماع السرّي. ووفق التقارير، دفعت الحملة كذلك ما يزيد على 538 ألف دولار لشركة المحاماة «جونز داي» لتمثلها خلال الانتخابات، فيما دفعت 89,561 دولاراً لشركة ترامب التي يملكها الأخير. وكانت قد جمعت الحملة في الربع الثاني من عام 2017 نحو ثمانية ملايين دولار، في حين أنها أنفقت 4.4 ملايين دولار.
وألقت هذه التطورات بظلالها على شعبية ترامب المنخفضة أصلاً، إذ أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته صحيفة «واشنطن بوست» و«شبكة ايه بي سي» تراجع شعبية ترامب بعد مرور نحو ستة أشهر على وصوله إلى البيت الأبيض إلى 36 في المئة، مقارنةً بـ42 في المئة في نيسان الماضي. وأكّد 48 في المئة ممن شملهم الاستطلاع «معارضتهم بقوة» لأداء الرئيس الأميركي، فيما رأى 48 في المئة أيضاً أن قيادة الولايات المتحدة للعالم هي اليوم «في أضعف حالتها»، في مقابل 27 في المئة اعتبروا أن بلادهم اليوم «أقوى».
(الأخبار، أ ف ب)