تنتظر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب معارك عدة، ليس مع الديموقراطيين فقط ولكن أيضاً مع الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس، الذين أعربوا عن معارضتهم للعديد من الأسماء المقترحة لشغل مناصب مهمة في إدارته.
وفيما ينصب الاهتمام، في هذا المجال، على خيار ترامب الأخير للمدير التنفيذي لشركة «إيكسون موبايل» ريكس تيلرسون لشغل منصب وزير الخارجية، فإنّ المعركة الحامية المنتظرة في أروقة الكونغرس هي في ما يتعلق بمن سيشغل منصب نائب الوزير. فمنذ أن طرح اسم المندوب الأسبق لدى الأمم المتحدة جون بولتون، أعلن العديد من السيناتورات الجمهوريين نيّتهم عدم التصويت له، معتبرين أنه يمثّل حقبة سيئة تعود إلى إدارة جورج بوش الابن والحرب على العراق. ويشير البعض، في هذا الإطار، إلى أن بولتون هو من أبرز الداعمين لـ»السياسة الأميركية الخارجية الموسّعة»، فيما يلفت البعض الآخر إلى العلاقة التي ربطته مع نائب الرئيس في حينه ديك تشيني.
من هنا، أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كان بولتون سيتمكن من تجاوز جلسة الاستماع التي سيخضع لها، ناقلة عن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور بوب كوركر، إعرابه عن شكوك بشأن قدرة بولتون على الحصول على منصبه. أما السيناتور الجمهوري راند بول، وهو عضو في اللجنة، فقد وعد بالوقوف ضد تسمية بولتون.

يعارض جمهوريون تسمية جون
بولتون لمنصب نائب
وزير الخارجية

المعارضة ضد بولتون لا تقف عن هذا الحد، فهي تصل إلى بعض قادة الحزب الجمهوري المعروفين عالمياً، وخصوصاً هؤلاء الذين عملوا خلال عهد بوش، وكانوا على خلاف معه في تلك الفترة. ومنهم وزيرة الخارجية السابقة كوندليزا رايس مستشارة الأمن القومي، التي كانت على خلاف مع تشيني أيضاً. كذلك، يواجه بولتون معارضة من قبل وزير الدفاع الأسبق روبرت غايتس، ومستشار الأمن القومي الأسبق ستيفن هادلي.
وما يقف في وجه خيار ترامب لبولتون، أن وزير الخارجية المُقترح ريكس تيلرسون كان قد أعرب، أيضاً، عن شكوك بشأنه. مع ذلك، لا يزال بولتون من ضمن الخيارات المطروحة أمام ترامب، ذلك أنه يحظى بحليف قوي هو شيلدون أدلسون، قطب الكازينو وأحد أبرز ممولي الحزب الجمهوري، الذي يفضل المواقف الصلبة التي قد يحملها بولتون.
من جهة أخرى، وفيما يروّج عدد من وسائل الإعلام الأميركية لإمكانية أن يواجه تيلرسون جلسة استماع صعبة، إلا أن ما يشكل حائط دعم بالنسبة إليه هو أنه كان قد حظي بدعم كل من رايس وغايتس، بل إن هذين الاثنين كانا وراء طرح اسمه أمام ترامب، في حين رحّب كوركر بتسميته مشيراً إلى أنه «الخيار الأفضل لما يريد ترامب تحقيقه». ولكن ذلك لا يعني أن جلسة استماع تيلرسون ستكون سهلة، إذ ان العديد من أعضاء مجلس الشيوخ، وغالبيتهم من الجمهوريين، يستعدون لسؤاله عن علاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
في سياق آخر، ينظّم الديموقراطيون صفوفهم ضمن جبهة مختلفة، فقد ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن عدداً من المدعين العامين المقرّبين من هؤلاء يعملون على التحقيق في دعاوى ضد ترامب، وأعضاء من فريقه المرتقب.
وأشارت الصحيفة إلى أن المدعي العام إيريك شنيدرمان، يحقق في إمكانية انتهاك «مؤسسة ترامب الخيرية» لقانون ولاية نيويورك، فيما تحقق المدعية مورا هيلي، من ولاية ماساتشوستس، في إمكانية أن يكون ريكس تيلرسون قد كذب على المستثمرين وعلى العامة، في ما يتعلق بالتهديد الذي يشكله تغيّر المناخ، إضافة إلى ذلك، لفتت هيلي إلى أنها من الممكن أن تحاكم ترامب «اذا واصل تحقيق وعوده الانتخابية المخالفة للدستور».
أما النائب الديموقراطي، كزافييه بيسيرا، الذي أصبح أخيراً مدعياً عاماً عن ولاية كاليفورنيا، فقد تحدّى إدارة ترامب أن تدخل قضايا عدة، منها ما يتعلق بالهجرة والتغيّر المناخي والضمان الصحي.
ووفق «نيويورك تايمز»، تعد هذه الطريقة التي يتّبعها الديموقراطيون انعكاساً للأسلوب الذي اعتمده زملاؤهم الجمهوريون «الذين تخصصوا في القضايا القانونية من أجل تعذيب الرئيس باراك أوباما». ولفتت إلى أن المدعين العامين المحافظين في ولايات عدة، من ضمنها تكساس وفرجينيا وفلوريدا، كانوا قد حاكموا إدارة أوباما عشرات المرات.
(الأخبار)