كاسترو بطل للعديد من الأفارقة
لو كانت أفريقيا بلداً، لكان فيدل كاسترو واحداً من أبطالنا الوطنيين. قد يفاجئ ذلك من لا يعرف تاريخ أفريقيا ما بعد الاستعمار ودور كاسترو في تحقيق ذلك، وخاصةً في ما يتعلق بمصير «أنظمة البيض» والمستعمرات البرتغالية في جنوب أفريقيا.

من المفارقة أن الذين يطالبون بالاعتراف بأخطاء كاسترو هم، أنفسهم، لا يعترفون بأن حكوماتهم كانت على الجانب الخطأ من التاريخ، وأنها دعمت أنظمة ديكتاتورية في عدد من البلدان النامية.
بعد الثورة الكوبية ضد الدكتاتورية الفاسدة المدعومة من الولايات المتحدة، سعى فيدل ليكون لكوبا سياسة خارجية مستقلة. بالنسبة إليّ، وإلى الأفارقة من جيلي، فإن كاسترو بطل ساهم في تحريرنا. لم يكن يحارب من أجل قضية نظرية وغير واقعية، بل كان يحارب من أجلنا. بجانب إرسال الجنود، أرسلت كوبا عشرات الآلاف من الأطباء وأطباء الأسنان والممرضين والأكاديميين والمعلمين والمهندسين إلى القارة. بداية دور كوبا في أفريقيا كانت بدعم الثوار الجزائريين ضد فرنسا، ثم في كونغو، لكنّ دور كوبا في تحرير جنوب أفريقيا من حكم الأقلية البيضاء كان الأكثر دراماتيكية. ففي عام 1976 ومرة أخرى في 1988، هزم الكوبيون جيش نظام الفصل العنصري المدعوم من الولايات المتحدة في جنوب أفريقيا، وكذلك «المتمردين» الأنغوليين. في خطاب ألقاه في 1998 أمام برلمان جنوب أفريقيا، قال إنه بحلول نهاية الحرب الباردة، 38 ألف جندي وضابط كوبي على الأقل «حاربوا جنباً إلى جنب مع الجنود والضباط الأفارقة من أجل الاستقلال الوطني وضد العدوان الأجنبي». نظراً إلى هذا التاريخ، من غير المستغرب أن تكون هافانا من أولى المدن التي زارها مانديلا بعد إطلاقه. هناك، في تموز 1991، وصف كاسترو، بأنه «مصدر إلهام للشعوب المحبة للحرية».
(شون جايكوبز، «ذي غارديان» البريطانية)

الاتفاق مع كندا بعيد المنال

كشفت ورقة كان يحملها مساعد نائب في الحكومة البريطانية بعد خروجه من اجتماع في قسم «الخروج من الاتحاد الأوروبي»، عن بعض أكبر الخطط التي ستنفذها بريطانيا بعد الخروج من الاتحاد، ومنها العمل على وضع الحجر الأساس لصفقة محتملة مع كندا.
فبعدما وقّعت دول الاتحاد «الاتفاق الاقتصادي والتجاري الشامل» مع كندا، الذي استغرق سبع سنوات من المشاورات، تعتقد الحكومة البريطانية أنها تستطيع أن توقع اتفاقاً مماثلاً مع أوتاوا. في المقابل، تقدّر كندا علاقاتها مع المملكة المتحدة بأن على الحكومة البريطانية ألا ترفع آمالها في إبرام اتفاق تجاري مع أصدقائها عبر المحيط الأطلسي. ووفق وزير المالية الكندي بيل مورنو، فإن إبرام اتفاق مع المملكة المتحدة ليس أولوية. وأضاف: «اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) في غاية الأهمية... وبعد ذلك الاتفاق الاقتصادي والتجاري الشامل مع الاتحاد الأوروبي الذي يفتح سوقاً جديداً كبيراً، كذلك نحن منفتحون على إجراء محادثات استكشافية مع الصين، وحين تعرف المملكة المتحدة خطواتها المقبلة، سيكون لذلك أهمية أيضاً».
كندا غير مهتمة بـ«بريكست» في الوضع الراهن ومشغولة بالولايات المتحدة، وخاصة أنّ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وصف «نافتا» بـ«أسوأ صفقة تجارية في التاريخ».
(شانتال دا سيلفا، «ذي اندبندنت» البريطانية)

ترامب؛ تعرّف على الدستور

عندما يقسم دونالد ترامب ويده على الكتاب المقدس، في 20 كانون الثاني، على حفظ وحماية والدفاع عن دستور الولايات المتحدة، نحن، الشعب، لدينا سبب مقنع للشك في أنه يعرف ما يتحدث عنه.
يوم الثلاثاء، كتب ترامب في تغريدة: «يجب ألّا نسمح لأحد بأن يحرق العلم الأميركي، ومن يفعل ذلك يجب أن يُعاقب... إما بسحب الجنسية منه أو بسجنه لمدة سنة». هنا سنشرح ما لا يحتاج إلى الشرح. حرق العلم فعل محمي دستورياً، فالتعديل الأول لدستور الولايات المتحدة موجود لحماية جميع وسائل التعبير عن الرأي، حتى تلك غير المحببة والمنفرة. من المثير للاهتمام أن الكثير من الناس، مثل ترامب، الذين يتوقون إلى معاقبة حارقي العلم، لا يجدون أي مشكلة في الخطابات التي تسيء إلى الأقليات والنساء وغيرهم.
أليس ترامب الرجل الذي وقف مع حرية التعبير ولو كانت العبارات غير محببة؟ أليس هو من قال في مؤتمر للحزب الجمهوري: «سأقدم الحقائق بكل وضوح وصدق. لا نستطيع أن نتمسك بالصواب السياسي بعد اليوم»؟ من جهة ثانية، أعلنت المحكمة أنه لا يمكن لا للكونغرس ولا للرئيس سحب الجنسية من أي مواطن... ليس في هذا البلد الديموقراطي.
(افتتاحية «ذي نيويورك تايمز» الأميركية)