جعل من كوبا قوة أرعبت العالم
الجميع يوافق على أن كاسترو حوّل جزيرة صغيرة في منطقة البحر الكاريبي إلى قوّة رئيسية في الشؤون العالمية (...) وقد حوّل كوبا إلى مختبر اقتصادي وسياسي واجتماعي أرعب وألهم العالم كله في الوقت نفسه.

وفي كوبا، لا يوجد أي شارع يحمل اسم كاسترو ولا تمثال واحد تكريماً له... ففيديل لا يريد ولا يحتاج الى هذا النوع من الاعتراف.
(مقالان في «ذي غارديان» البريطانية)

نهاية «التجربة» مع رحيله

مع وفاة الزعيم فيديل كاسترو أصبحت التجربة الماركسية ــ اللينينية الاجتماعية من الماضي. كوبا بدأت تتغير في السنوات الماضية، ولا سيما بعد تسلّم راؤول كاسترو الحكم منذ ثماني سنوات، وقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما، إعادة تفعيل العلاقات مع كوبا. ولكن التحوّل الدراماتيكي الذي كان يتوقعه البعض بعد هذه التطورات السياسية لم يحدث، فهل يستغرق تغيير النظام وقتاً طويلاً، أم أنّ الثورة لم تنته إلا بعد رحيل فيديل؟
(ماري دجفيسكي، صحيفة «ذي اندبندنت» البريطانية)

موتٌ متأخر جداً

موت فيديل كاسترو جاء متأخراً 16 عشر عاماً بعد نهاية قرن الثورات، و27 عاماً بعد انهيار العالم الشيوعي الذي كانت كوبا أحد رموزه. كوّن «القائد الأعلى» ميثولوجيا وجسّدها بالتوازي عبر مراحل عدة، من الحلم والشباب والشعب في السلطة إلى الحرمان من الحقوق المدنية والقدرة على الوثوب من جميع أخطائه. في المحصّلة، جسّد كاسترو مستقبل الوهم، وحاضره وماضيه».
(افتتاحية صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية)

قمعه يُخجل باتيستا

إن القمع السياسي الذي مارسه كاسترو من شأنه أن يجعل سلفه، باتيستا، يخجل. على الإدارة الأميركية الجديدة إعادة التفكير في سبل أفضل لتعزيز الحرية والتجارة وتحسين العلاقات مع الأمة الموهوبة، ولكن المدمَّرة التي تركها كاسترو وراءه.
(من افتتاحية صحيفة «ذي واشنطن بوست» الأميركية بعنوان «إرث فيديل كاسترو الرهيب»)

أبقى الشيوعية على قيد الحياة

«مثّل كاسترو رمزاً ثورياً ارتدى تحديه للرأسمالية الغربية كوسام شرف ونجح في إبقاء الشيوعية على قيد الحياة بعد عقدين من انهيار الاتحاد السوفياتي. تمسك كاسترو حتى آخر لحظة بإيمانه بأن ثورته نجحت في رفع الأمة فوق المصالح الذاتية والهواجس المادية».
(«لوس أنجلس تايمز» الأميركية)

بدايات بطولية وسقوط طويل

إن أسطورة فيديل لا يمكن فهمها ما لم نعد إلى أصلها. لقد جاءت الثورة الكوبية ضد النظام الذي حوّلها إلى كازينو استوائي وبيت دعارة لملوك الدولار والعنجهية الأميركية. كان يمكن للثورة الكوبية أن تؤسس لنظام اشتراكي تقدمي... لكن في ذلك الوقت كان العالم في وسط حرب باردة، والأميركيون المصابون بجنون الارتياب لم يفهموا أي شيء من فجر كوبا. فالثورة الكوبية التي لفظتها واشنطن لجأت إلى موسكو. خلال ثلاثين عاماً، نجت جزيرة شيوعية صغيرة على مقربة من الولايات المتحدة... لكن العقيدة خانت الثورة، والسجون امتلأت، وتحوّل الحلم الديموقراطي إلى كابوس سلطوي، لذا فإن الكاستروية هي سقوط طويل، لكننا نفقد الأساس ما لم نعد إلى بداياتها البطولية.
(مقال لناشر «ليبيراسيون»، لوران جوفران)

يحترق في الجحيم!

إن الرقص في شوارع ميامي دليل على أن الناس الذين يعرفون فيديل كاسترو جيداً ولديهم حرية التعبير عن آرائهم، يشعرون بالنشوة لأنه يحترق في الجحيم. قاد كاسترو ثورة واعداً الناس بالحرية، ولكن بدلاً من ذلك حوّل بلاده إلى سجن. لقد خدع الأغبياء حول العالم الذين قرروا أن يصدقوا أكاذيبه بالرغم من وضوح الحقيقة منذ البداية.
(من افتتاحية صحيفة «نيويورك بوست»)