بدأ في مدينة اسطنبول التركية، أمس، المؤتمر العالمي الثاني والعشرون لكبرى شركات النفط والغاز، والذي يستمر حتى يوم الخميس، في حين لا تزال أسعار الخام منخفضة على الرغم من تدخل منظمة الدول المصدرة للنفط «اوبك».
وبعد حفل استقبال انطلق مساءً، وكان من المتوقع أن تُسلم خلاله جائزة إلى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، الرئيس السابق لشركة «اكسون موبيل»، سوف يشهد المؤتمر على مدار أربعة أيام كلمات يلقيها رؤساء ومديرو كبرى شركات النفط مثل الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو» السعودية أمين بن حسن الناصر، أو «توتال» باتريك بويانيه، و«شل» بي فان بوردن، و«بريتش بتروليوم» بوب ددلاي.
ويشارك في المؤتمر وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، ونظيره القطري محمد صالح السادة. ومن المتوقع أن تتمحور النقاشات حول تأثير اتفاق باريس حول المناخ على القطاع والجهود التنافسية مع انخفاض الأسعار أو العلاقات بين دول «أوبك» وغيرها من الدول المنتجة.
ولا بد أن تكون ماثلة في الأذهان الأزمة الدبلوماسية بين قطر وجاراتها الخليجيات ومصر، في وقت أعلنت فيه الدوحة زيادة إنتاجها من الغاز بنسبة 30 في المئة إلى مليون طن في السنة بحلول 2024.
وقبل ثلاث سنوات، عُقد المؤتمر في حين كان سعر برميل النفط مئة دولار مباشرة قبل الانهيار السريع للأسعار. لكن الوضع مختلف اليوم مع تداول البرميل دون خمسين دولاراً، وهو ما يزيد الضغوط على شركات النفط ومعظم الدول المنتجة التي تعتمد كثيراً على عائدات النفط والغاز.
وفي ظل المحاولات لإعادة التوازن إلى أسعار النفط، كانت «أوبك» قد اتفقت مع منتجين غير أعضاء، من بينهم روسيا، على الحد من المعروض النفطي حتى الربع الأول من 2018، لكن الأسعار انخفضت منذ شهر أيار الماضي لأسباب؛ منها ارتفاع إنتاج نيجيريا وليبيا، وهما عضوا «أوبك» المعفيان من خفض الإنتاج.
وأكدت وكالة «رويترز» أنّ أسعار النفط هبطت نحو ثلاثة في المئة في اليومين الماضيين بعد ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة وصادرات «أوبك» إلى أعلى مستوى هذا العام، بما ألقى بمزيد من الشك على جهود المنتجين «لتقليص تخمة المعروض في الأسواق العالمية».
وفي السياق، قالت رئيسة مكتب «تحليل أمن الطاقة» في الولايات المتحدة سارة إميرسون، «نلاحظ خيبة أمل» بالنظر إلى التأثير المحدود للاتفاق بين دول «أوبك» وغيرها من البلدان المنتجة، ومنها روسيا، في نهاية 2016 لخفض الإنتاج.
ومن المقرر عقد اجتماع بين وزراء الدول المعنية بالاتفاق في نهاية الشهر، لكن وكالة أنباء «بلومبرغ» نقلت عن مسؤولين روس طلبوا عدم ذكر أسمائهم أن موسكو ستعارض تمديد خفض الإنتاج أو الإبقاء على الحصص المحددة حالياً، الأمر الذي أيده مندوبون في «أوبك»، إذ اعتبروا أنه «يفتح الباب أمام دراسة مزيد من الخطوات لتصريف تخمة المعروض العالمي من الخام».
في غضون ذلك، نقلت وكالة «تاس» الروسية عن وزير الطاقة في كازاخستان كانات بوزومباييف، أن بلاده ترغب في الخروج تدريجياً من اتفاقية خفض الإنتاج التي تقودها منظمة «أوبك»، وذلك قبل أن تزيد إنتاجها بعد ذلك في غضون شهر أو شهرين.
(الأخبار، أ ف ب)