أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب سلسلة تصريحات استباقاً لمشاركته في قمة العشرين اليوم، وللقائه المرتقب على هامشها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وعلى الرغم ممّا حملته هذه التصريحات من تناقض مع مواقف سابقة صادرة عنه، إلا أنّها تشكّل خرقاً استثنائياً. ترامب أقرّ، أمس، بأن روسيا "ربما" تدخلت في انتخابات الرئاسة 2016 التي أتت به إلى السلطة، إلا أنه أرفق ذلك بالقول إن دولاً أخرى ربما تدخّلت أيضاً.
وقال خلال زيارة لوارسو: "لقد قلت ببساطة شديدة: أعتقد بأن روسيا ربما تكون (تدخلت). وأعتقد بأن دولاً أخرى ربما (تدخلت). لا أستطيع التحديد. ولكني أعتقد بأن الكثير من الناس تدخلوا". وأضاف: "في الحقيقة لا أحد يعلم. ولا أحد يعرف بالتأكيد".
وفي إشارة إلى المعلومات الاستخبارية التي أدت إلى غزو العراق بقيادة بلاده في عام 2003 والتي ثبت عدم صحتها لاحقاً، قال ترامب: "أتذكر عندما كنت جالساً أستمع إلى الأخبار عن العراق وعن أسلحة الدمار الشامل. وكيف أن الجميع كانوا متأكدين مئة بالمئة من أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل. ولكن احزروا ماذا حدث: لقد أدى ذلك إلى فوضى عارمة". كما انتقد سلفه باراك أوباما بسبب مزاعمه بالتدخل في الانتخابات، وقال: "سؤالي الكبير هو لماذا لم يفعل أوباما أي شيء حيال الأمر من آب حتى تشرين الثاني؟".

يدرس ترامب
اتخاذ ردّ {شديد»
على كوريا الشمالية


وفي مستهل جولته الأوروبية في بولندا، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة تعمل مع حلفائها للتصدي "لأعمال روسيا المزعزعة للاستقرار". وهذه الانتقادات النادرة من ترامب لروسيا تأتي عشية أول لقاء يعقده مع بوتين خلال قمة العشرين في هامبورغ في ألمانيا. وقد قوبلت تصريحاته برد من الكرملين، حيث أعلن المتحدث باسمه ديميتري بيسكوف، أن الكرملين يأسف لعدم وجود تفاهم بين روسيا والولايات المتحدة بشأن التوقعات لمستقبل علاقات البلدين. وقال إن "هذا بالضبط سبب انتظارنا لأول اجتماع بين الرئيسين. سيتمكنان من تبادل الأفكار شخصياً بشأن أبرز القضايا".
وفي خطاب ألقاه قبل توجّهه إلى هامبورغ، قال ترامب إن مستقبل الغرب مهدّد إذا لم تتحلّ شعوبه ودوله بالعزيمة. ورأى أن "خبرة بولندا تذكرنا بأن الدفاع عن الغرب لا يستند في نهاية المطاف فقط إلى الإمكانات، وإنما أيضاً على عزيمة شعبه". ويأتي ذلك بعدما حثّ شركاء بلاده في "حلف شمال الأطلسي"، على إنفاق المزيد على الدفاع، في مؤتمره الصحافي المشترك مع الرئيس البولندي أندريه دودا.
من جهة أخرى، انتقد ترامب تصرفات كوريا الشمالية، ودعا المجتمع الدولي إلى ضمان أن تلقى بيونغ يانغ "عواقب" عدوانيتها، محذراً من أنه يدرس اتخاذ رد "شديد".
(رويترز، أ ف ب)