أربيل | يسعى الحزب الديموقراطي الكردستاني «حدكا»، أحد الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة والتي يتزعمها مصطفى هجري، إلى تغيير النظام السياسي في إيران، في وقت تشير فيه التطوّرات داخل الحزب إلى أنه يتّجه نحو تغيير مباشر يطبع الحزب بديكتاتورية زعيمه.
تفيد الأخبار من داخل الحزب بانعقاد مؤتمر قريب له، سيسعى خلاله زعيمه إلى تحقيق ثلاث أولويات، هي تغيير نظام عمل وإدارة الحزب، والاتحاد مع فصيله المنشق، والتشديد على استمرار النشاط العسكري في الحزب. ويمكن تحديد الهدف المباشر لهذا المؤتمر على أنه يتمحور حول تغيير نظام عمل وإدارة الحزب، التي لم تتمكن من تلبية حاجاته، وفقاً لما يروّج له هجري.
في موازاة ذلك، يشير البعض إلى أن أهم أسباب انفصال الحزب الديموقراطي الكردي عن مجموعته الأولى هي تعنّت «هجري» وتشبثه برأيه، معتبرين أن مسألة وحدة الحزب لن تأتي بنتيجة، وهي فقط لخداع الرأي العام وإلحاق تهمة عدم التعاون بالانفصاليين. كما يتحدّث البعض الآخر عن أن «هجري» يعمل على تحويل حزبه إلى منظمة تشبه «مجاهدي خلق»، على أن يصل في النهاية إلى ترسيخ حضوره على المستوى الدولي. بناء على ما تقدّم، من المتوقع أن يقوم «هجري» بحل اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب، واستبدالهما بديوان ومركز سياسي، مناقضاً بذلك التقليد الذي يقضي بانتخاب الأمين العام للحزب عبر أعضاء اللجنة المركزية. وفي هذا السياق، سيتم انتخاب الأمين العام، هذه المرة، عن طريق أعضاء المؤتمر، فيما يتمثّل الهدف من ذلك كلّه في استبعاد أعضاء اللجنة المركزية للحزب الذين يختلفون في الرأي معه، ما يعني إيجاد تحالفات داخل المؤتمر تصب لمصلحته.
من هنا، يسعى «هجري» إلى تغيير اللجنة المركزية عن طريق تعيين هيئة تنفيذية مكوّنة من تسعة أفراد، يتحكمون بالحزب ويبعدون معارضيه عن أي سلطة أو قرار. وللوصول إلى أهدافه، عيّن فريقاً خاصاً لانتخاب أعضاء المؤتمر من شباب الحزب، ما يزيد من شعبيته ويمهّد لإبعاد قدامى الحزب. إلا أن هذا الأمر أثار شكوك نائب الأمين العام حسن شرفي وعضو المكتب السياسي محمد نظيف قادري، ودفعمها إلى التهديد بالانشقاق. كذلك، أثار هذا المشروع حفيظة قادة آخرين في الحزب كشاهو حسيني وكاوه بهرامي وتيمور مصطفايي، إذ يرى هؤلاء أن هذا المشروع سيقضي على أحلامهم بالوصول إلى السلطة.
هجري تمكّن من تحقيق عدد من المكاسب في مؤتمره السابق حين ألغى مناصب، ممهّداً لقيادته الفردية للحزب، وهو في هذا الإطار يحاول تمكين نفسه من كرسي القيادة والقرار أولاً، لينتقل إلى بحث الوحدة ضمن حزبه والتنافس مع الأحزاب الأخرى. ويعتقد «هجري» أن المستجدات الإقليمية والمحلية في إيران ومحافظة كردستان، إلى جانب التوترات في المنطقة، تحتاج إلى بقائه في قيادة الحزب، «كي يتمكّن من تسجيل أي نقطة للأكراد في المنطقة باسمه».
وقد استطاع أن يكسب إلى جانبه، أعضاء المكتب السياسي للحزب المقيمين في إقليم كردستان ــ العراق مثل كريم برويزي، ومحمد صالح قادري، ومحمد صاحبي.
قصّة سعي «هجري» للاستئثار بالسلطة طويلة، ويدرك قدامى الحزب ذلك بشكل جيداً، حتى ولو كان قد وضع مشروعه جانباً. وفي المحصّلة، مع وصول الكوادر الشابة إلى المؤتمر، ستكون لديه فرصة تحقيق مآربه، من دون إثارة النزاعات داخل الحزب. ولكن يبقى الوقت كفيلاً لتأكيد ما إذا كان سيتمكن من الوصول إلى هدفه، أو أن معارضيه سيجتمعون لمنع ذلك، ما سيحمل صدامات داخلية وحرباً على السلطة.