في ما بدا أنه حملة هيستيريّة متزامنة لدعم حظوظ المحافظين في الانتخابات العامة البريطانية، نشرت الصحف الشعبية الواسعة التي تخاطب عادة الطبقة العاملة عناوين رئيسيّة تحذرهم من ارتكاب «جريمة انتخاب كوربن». فعنونت «ديلي إكسبريس» صوّتوا لماي أو سنواجه الكارثة».
زميلتها «صن» جعلت موضوع غلافها «أصدقاء كوربن الجهاديين» لوصم الزعيم العمالي بالتغاضي عن الإرهاب، ولا سيما بعد الأعمال الإرهابية الأخيرة في لندن ومانشستر. «ديلي ميل» كذلك خصصت صفحتها الأولى للهجوم على القادة اليساريين لحزب العمال، داعية في عنوانها إلى «التصويت لإنقاذ بريطانيا من هؤلاء الذين يعتذرون للإرهاب». أما «التايم» و«تليغراف»، فقد ركّزتا على إشاعة مناخ التخويف الذي يصب نظريّاً في مصلحة المحافظين، فنشرتا على صدر صفحاتهما الأولى صور الإرهابيين الذين شنّوا هجوماً غادراً في منطقة برج لندن بداية الأسبوع، بينما انفردت «تليغراف» بالذات بإضافة موضوع عن أن الأجهزة الأمنيّة كانت تراقب كوربن في العشرين عاماً الماضية بالنظر إلى ميوله الراديكالية. صحف اليسار البريطاني المحدودة الانتشار كانت أرحم بكوربن قليلاً، ووصفته «ويكلي ووركر» الشيوعيّة بأنه رغم مراوغاته في ما يتعلق بالقضايا الأساسيّة، يبقى أفضل أمل لإنقاذ حزب العمال وتحسين شروط عيش الطبقة العاملة والفئات الأقل حظاً. وحدها «ذي غارديان» التي انحازت لـ«العمال» في هذه الانتخابات، كان موضوعها الرئيسي عن تهديد ماي بـ«تمزيق» قوانين حقوق الإنسان إذا تطلب أمر حماية المواطنين البريطانيين ذلك.